حملت إلى خارج العش حتى تنمو لها جذور، وهذا سبب الاعتقاد السائد بأن هذه الأنواع تزرع المحاصيل حقيقة.
وعلى أية حال هناك نمل يملك حقا الحدائق وهو نمل «السوبا» ويسمى أيضا «قاطع الأوراق» أو «حامل الشماسي»، وفي بعض أحراش أمريكا الاستوائية قد ترى قطارا من ورق الشجر المتحرك، كل قطعة فيه ما هي إلا جزء من ورقة خضراء تحملها نملة، وعند ما تخزن هذه القطع في حجرات تحت الأرض يسمدها النمل ببراز يرقات فراش معين، وهناك ينمو عليها نوع من الفطر يسمى «عيش الغراب» وهو يتغذى عليه.
وعند ما تبدأ ملكة نمل من هذا النوع عشا جديدا تحمل معها شيئا من هذا الفطر داخل تجويف صغير بجسمها. ونحن نزرع «عيش الغراب» في الظل، ولكن النمل يقوم بهذا قبل أن نتعلم نحن السر في ذلك بمدة طويلة، وقام النمل بزراعة أنواع مختلفة من الفطر في أنفاق طويلة تحت سطح التربة، ولقد قاس العالم «بيتس» أحد هذه الأنفاق فوجد طوله نحو مائتين وعشر أقدام.
وأحيانا يسبب نمل الورق هذا أضرارا جسيمة، لأنه قد يجرد الشجر من أوراقه عند ما يسعى للحصول على ما يزرعه في حدائقه، وهو أيضا محارب شجاع يدافع عن مساكنه ضد هجمات الأنواع الأخرى المتوحشة.
ويحب النمل الندوة العسلية لدرجة أن «داروين» ذكر أنها غذاؤه المفضل، وهو يلحسها من على الأوراق وقلف الأشجار، ولكن هناك حشرات أخرى وخاصة «المن» تتخم نفسها بهذا السائل الحلو، ولهذا يستخدمها النمل في جمع هذا الرحيق فيجلب النمل بيض المن إلى عشه، وعند ما يفقس يحمله إلى الخارج ويضعه على النباتات التي تفرز الندوة العسلية. وعند حلول الليل يقوده ثانية إلى بيته تماما كما يفعل الفلاح عند ما يعود بأبقاره من المراعي كي يحلبها، وحينما تمسح النملة ظهر حشرة من المن تفرز هذا السائل الحلو، ولقد لوحظت حشرة منها وهي تعطي ثماني وأربعين نقطة من الرحيق خلال ٢٤ ساعة، وربما كانت هذه هي صاحبة الجائزة الأولى بين «أبقار النمل» هذا إلى درجة أن النمل يبني حجرات خاصة لما يحتفظ به من حشرات المن تماما كما يبني الفلاح حظيرة لأبقاره فلا غرابة أنه يسمى «النمل الحالب».
وبعض النمل يسئ إلى جيرانه من أنواع النمل الأخرى، وهو محارب مستميت يقرض أطراف أعدائه من قرون استشعارها وأرجلها حتى الرأس. وقيل إنه من عش واحد لهذا