النمل السارق خرجت ست وأربعون حملة من حملات الغزو خلال شهر واحد، وحينما يتقابل النمل مع عدو يماثله وحشية تقوم بينهما الحرب، ولقد استمرت إحدى هذه الحروب أكثر من ستة أسابيع بين جماعتين متنافستين من النمل.
وكذلك يستعبد النمل أنواعا أخرى ضعيفة، فهو يسرق شرانقها، وعند ما تفقس تعمل الشغالة الجديدة في خدمة أسيادها. وتعتمد بعض هذه الأنواع المستعبدة على عبيدها كي تغذيها وتقوم على خدمتها.
وأكثر أنواع النمل إرهابا هو النوع المسير للجيوش، وهو حقا من أكلة اللحوم، وكثيرا ما يشاهد في مناطق أمريكا الاستوائية، ولكنه يبدو أشد تخريبا في أفريقيا، وقد يبلغ طابور هذا النمل الغازي عدة بوصات في العرض وطوله ميل تقريبا، وفيه تحمل الشغالة شرانق الصغار، وتمشي العساكر في المقدمة، بينما يقوم أفراد أخرى بحماية جناحي الجيش، وتعين حراسا للمؤخرة، ولقد سجل بعض المراقبين لهذه الجيوش أن بها بعض الأفراد أكبر حجما تقوم بعمل الضباط، وإذا ما تحرك الطابور سار في خط مستقيم لا يعوقه شئ غير النار أو الماء، ويهرع الأهالي في تلك الأماكن في فزع عند ما تجوس جيوش النمل خلال أكواخهم، وتقضي على جميع ما بها من قمل وبراغيث وصراصير. ولقد رأى أحد العلماء الإنجليز طابورا من النمل يهاجم ثعبانا طوله عدة أقدام، وبعد دقائق قليلة كان النمل قد مزقه فعلا إلى قطع صغيرة. وحينما ظهر ما يعوق سير الطابور علم به أفراد النمل الذي يبعد عن هذا العائق بنحو مائة ياردة خلال عشر ثوان، أما كيف سرت الأنباء بهذه السرعة فالنمل وحده- بعد الله- الذي يعلم.
وأحيانا يتجمع النمل المحارب في دوائر حول أفراد أكبر حجما يبدو أن لها أهمية خاصة، وأحيانا يتجمع على شكل كرة كبيرة حول جذور أحد الأشجار حيث يبدو كالنائم، ولكنه عند ما يزحف يقال عنه إنه أفظع جيش في العالم، ومن المؤكد أن جميع الحيوانات الأخرى تفر من أمامه وتخلي له الطريق.
وعلى ذلك سواء كان النمل من النوع البناء، أو المقيم للحدائق، أو الحالب للحشرات، أو من النوع المحارب، فهو حقا صانع العجائب.)
٥ - في قول النملة وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ بعد قولها لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ دليل على أن جند سليمان جميعا كانوا في الذروة من الالتزام السلوكي