للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(حديث آخر) روى الإمام أحمد ... عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:

«إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل ابتنى بيوتا فأكملها وأحسنها وأجملها، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها، فجعل الناس يطوفون ويعجبهم البنيان ويقولون:

ألا وضعت هاهنا لبنة فيتم بنيانك- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم-: فكنت أنا اللبنة».

أخرجاه من حديث عبد الرزاق.

(حديث آخر) روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «فضّلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون» ورواه الترمذي وابن ماجه. وقال الترمذي: حسن صحيح.

(حديث آخر) روى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى دارا فأتمها، إلا موضع لبنة واحدة، فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة». ورواه مسلم.

(حديث آخر) روى الإمام أحمد عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلّى الله عليه وسلم: «إني عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته».

(حديث آخر) قال الزهري: أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي» أخرجاه في الصحيحين. وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوما كالمودّع فقال: «أنا محمد النبي الأمي- ثلاثا- ولا نبي بعدي؛ أوتيت فواتح الكلم، وجوامعه، وخواتمه، وعلمت كم خزنة النار، وحملة العرش؛ وتجوّز بي، وعوفيت، وعوفيت أمتي، فاسمعوا وأطيعوا ما دمت فيكم؛ فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله تعالى، أحلوا حلاله وحرموا حرامه». تفرد به الإمام أحمد.

والأحاديث في هذا كثيرة، فمن رحمة الله تعالى بالعباد إرسال محمد صلّى الله عليه وسلم إليهم، ثم من تشريفه لهم ختم الأنبياء والمرسلين به، وإكمال الدين الحنيف له. وقد أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه ورسوله صلّى الله عليه وسلم في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده؛ ليعلموا أنّ كلّ من ادّعى هذا المقام بعده فهو كذّاب أفّاك دجّال ضالّ مضلّ، ولو تحرق وشعبذ وأتى

<<  <  ج: ص:  >  >>