للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم تأتي مجموعة تستمر حتى نهاية الآية (١١) إذ تستقر على قوله تعالى: هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ.

ثم تأتي مجموعة ثانية تستمر حتى نهاية الآية (٢٠) إذ تستقر على قوله تعالى:

هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ.

ويمكن أن تعتبر هاتان المجموعتان هما المقطع الأول في السورة، ثم تسير السورة في المناقشة والعرض، وبيان مواقف الكافرين وآرائهم وأحوالهم وتفنيدها، والتذكير باليوم الآخر وما يكون فيه، ويستغرق ذلك مجموعتين: مجموعة تبدأ بقوله تعالى: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ وتستمر حتى نهاية الآية (٢٧). إذ تستقر على قوله تعالى: وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ.

ومجموعة تبدأ بقوله تعالى: وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وتستمر حتى تستقر على قوله تعالى. فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ* وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ الآية (٣٧).

وهاتان المجموعتان تشكلان المقطع الثاني في السورة. ونلاحظ التشابه بين الآيتين اللتين استقرت عليهما المجموعتان اللتان تشكلان المقطع الأول، كما نلاحظ التشابه بين الآيتين اللتين استقرت عليهما المجموعتان اللتان تشكلان المقطع الثاني.

ومن رؤيتنا للآيتين اللتين استقرت عليهما مجموعتا المقطع الأول. هذا أي:

القرآن هُدىً، هذا أي: القرآن بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ندرك صلة السورة بالآية الأولى من مقدمة سورة البقرة .. الم* ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ...

ومن رؤيتنا لقوله تعالى في المقطع الثاني. أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ..

الآية (٢٣) ندرك صلة السورة بقوله تعالى من مقدمة سورة البقرة: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ .. وندرك سببا جديدا من أسباب الطبع

<<  <  ج: ص:  >  >>