ومما يجعلنا نستأنس أن هذه الآيات هي محور سورة الحجرات أنها جاءت بعد محور سورة الفتح وفيما بينها وبين سورة الحجرات صلات: فقد جاء في هذه الآيات قوله تعالى: أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ولذلك صلاته بقوله تعالى:
فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وقد جاء في هذه الآيات قوله تعالى:
فإذا صح أن محور سورة الحجرات هو هذه الآيات الثلاث فإن هذا يفيد أن سورة الحجرات تحدّد للصف المجاهد آدابه وسلوكه وأخلاقياته، وآفاق قتاله الإنساني، ولأمر ما جاء في هذه السورة قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا.
ولقد جاءت آيات المحور في سياق قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ومن ثم فسورة الحجرات تحدّد معاني من الإسلام يجب الدخول فيها، ومجاهل من طريق الشيطان لا يجوز للمسلم أن يقربها، فهي دستور المجاهد، ومن ثم فهي دستور المسلم الحق.