للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ قال: «نزلت في أناس من أمتي يكونون في آخر الزمان يكذبون بقدر الله». وحدثنا الحسن بن عرفة- بسنده- عن عطاء بن أبي رباح قال: أتيت ابن عباس وهو ينزع من زمزم وقد ابتلت أسافل ثيابه فقلت له: قد تكلم في القدر، فقال أو قد فعلوها! قلت: نعم، قال: فو الله ما نزلت هذه الآية إلا فيهم ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ* إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ أولئك شرار هذه الأمة، فلا تعودوا مرضاهم، ولا تصلوا على موتاهم، إن رأيت أحدا منهم فقأت عينيه بأصبعي هاتين، وقد رواه الإمام أحمد من وجه آخر مرفوع عن عبد الله بن عباس قال: قيل له إن رجلا قدم علينا يكذب بالقدر، فقال: دلوني عليه- وهو أعمى-، قالوا: وما تصنع به يا أبا عباس! قال: والذي نفسي بيده لئن استمكنت منه لأعضن أنفه حتى أقطعه.

ولئن وقعت رقبته في يدى لأدقنها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كأني بنساء بني فهر يطفن بالخزرج تصطفق ألياتهن مشركات، هذا أول شرك هذه الأمة، والذي نفسي بيده لينتهين بهم سوء رأيهم حتى يخرجوا الله من أن يكون قدر خيرا كما أخرجوه من أن يكون قدر شرا» ثم رواه أحمد عن أبي المغيرة. وروى الإمام أحمد عن نافع قال:

كان لابن عمر صديق من أهل الشام يكاتبه، فكتب إليه عبد الله بن عمر إنه بلغني أنك تكلمت في شئ من القدر، فإياك أن تكتب إلى فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر» ورواه أبو داود عن أحمد بن حنبل به.

وروى أحمد عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لكل أمة مجوس، ومجوس أمتي الذين يقولون: لا قدر، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم» لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه، وروى أحمد عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيكون في هذه الأمة مسخ، ألا وذاك في المكذبين بالقدر والزنديقية» ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي صخر حميد بن زياد به وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. وروى الإمام أحمد عن طاوس اليماني قال: سمعت ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل شئ بقدر حتى العجز والكيس» ورواه مسلم منفردا به من حديث مالك. وفي الحديث الصحيح: «استعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك أمر فقل قدر الله وما شاء فعل، ولا تقل لو أني فعلت لكان كذا فإن لو تفتح عمل الشيطان» وفي حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم ينفعوك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يضروك؛

<<  <  ج: ص:  >  >>