وسورة الواقعة تفصل في أصناف الناس فتحصرهم في ثلاثة: مقربين، وأهل يمين، وأهل شمال، فهي تشد إلى محورها كل هذه الآيات لتفصل في ذلك كله.
...
قلنا إن محور سورة الواقعة الأخص هو قوله تعالى: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ* هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ والملاحظ أن سورة الواقعة تفصل في شأن الرجوع إليه ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فيكون الربط بين ذلك وبين سورة الواقعة على الشكل التالي: فإذا رجعتم إليه بوقوع الساعة كان الأمر وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً وبعد وصف ما أعد للأصناف الثلاثة تبدأ إقامة الحجة نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ ... وإذا كانت سورة الواقعة تفصل في جزء من مقطع الطريقين، وإذ كانت المعاني في مقطع الطريقين مسوقة لصالح قضية العبادة، فإن الأمر فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ* في السورة يرد مرتين.