وكذلك أهل النار» ورواه الترمذي. وروى أبو بكر ابن أبي الدنيا عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعا بذراع الملك! على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة، وعلى لسان محمد جرد مرد مكحلون» وروى أبو بكر بن أبي داود عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين جردا مردا مكحلين. ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم»). ا. هـ.
أقول: بمناسبة ما ورد هنا أن آدم عليه السلام طوله ستون ذراعا: حاك في صدري سؤال هو: هل بقي آدم عليه السلام على طوله عند ما أهبط إلى الأرض، أو تغير؟ وكان الأمر عندي محتملا، غير أن ما ذكره الدكتور حسن زينو في كتابه (التطور والإنسان) حول العثور على هيكل للإنسان العملاق الذي يعدل حجمه ستة أضعاف إنساننا الحالي، وما ذكرته بعض الإذاعات (١) من العثور على هيكل إنسان تبلغ خطوته مترين، كل ذلك رجح لدي أن آدم بقي على طوله وحاله عند ما أهبط إلى الأرض.
١٠ - بمناسبة قوله تعالى عن أهل اليمين ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ قال ابن كثير: (أي جماعة من الأولين وجماعة من الآخرين. وروى ابن أبي حاتم عن عمران
بن حصين عن عبد الله بن مسعود قال- وكان بعضهم يأخذ عن بعض- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«عرضت علي الأنبياء وأتباعها بأممها فيمر علي النبي في العصابة! والنبي في الثلاثة، والنبي وليس معه أحد- وتلا قتادة هذه الآية أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ- قال حتى مر علي موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل، قال: قلت: ربي من هذا؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران ومن تبعه من بني إسرائيل، قال: قلت: رب فأين أمتي؟ قال انظر عن يمينك في الظراب قال: فإذا وجوه الرجال قال: أرضيت؟ قال: قد رضيت رب، قال: انظر إلى الأفق عن يسارك فإذا وجوه الرجال قال: أرضيت، قلت رضيت رب، قال: فإن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب» قال: وأنشأ عكاشة بن محصن من بني أسد قال سعيد وكان بدريا قال: يا نبي الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: «اللهم اجعله
(١) إذاعة الأردن في العشر الأخير من جمادى الآخرة ١٤٠٠ هـ.