على عروشها فقالوا: أتعرف هذه الديار؟ قال: ما أعرفني بها وبأهلها، هؤلاء أهل الديار أهلكهم البغي والحسد، إن الحسد يطفئ نور الحسنات، والبغي يصدق ذلك أو يكذبه والعين تزني، والكف والقدم والجسد واللسان والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. وروى الإمام أحمد ... عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:«لكل نبي رهبانية ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله عزّ وجل» ورواه الحافظ أبو يعلى ... ولفظه:«لكل أمة رهبانية ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله». وروى الإمام أحمد ... عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا جاءه فقال: أوصني، فقال: سألت عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبلك أوصيك بتقوى الله فإنه رأس كل شئ، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض. تفرد به أحمد والله تعالى أعلم.
١٩ - عند قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ... قال ابن كثير: (وقال سعيد بن جبير لما افتخر أهل الكتاب بأنهم يؤتون أجرهم مرتين أنزل الله تعالى عليه هذه الآية في حق هذه الأمة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ أي ضعفين مِنْ رَحْمَتِهِ وزادهم وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ يعني هدى يتبصر به من العمى والجهالة ويغفر لكم، ففضلهم بالنور، والمغفرة، ورواه ابن جرير عنه. وروى البخاري ...
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استعمل قوما يعملون له عملا يوما إلى الليل على أجر معلوم، فعملوا إلى نصف النهار، فقالوا: لا حاجة لنا في أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل، فقال لهم: لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم، وخذوا أجركم كاملا، فأبوا وتركوا، واستأجر آخرين بعدهم فقال: أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الأجر، فعملوا حتى إذا كان حين صلوا العصر قالوا: ما عملنا باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه، فقال:
أكملوا بقية عملكم فإنما بقي من النهار يسير فأبوا، فاستأجر قوما أن يعملوا له بقية يومهم؛ فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس فاستكملوا أجر الفريقين كليهما فذلك
مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور» انفرد به البخاري.