أقول: النجوم هاهنا جنسها، فالنجوم كلها في مجرات هذا الكون تنكدر يوم القيامة فيجمع بعضها إلى بعضه كما قال تعالى يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ فكما كان الكون كله نقطة واحدة ثم تمدد فإنه يعود كذلك والله أعلم.
٤ - وبمناسبة قوله تعالى وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قال صاحب الظلال:(وأما تسجير البحار فقد يكون ملؤها بالمياه .. وإما أن يكون معناه التهابها وانفجارها كما قال تعالى في موضع آخر: وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ فتفجير عناصرها، وانفصال الإيدروجين عن الأكسوجين فيها، أو تفجير ذراتها على نحو ما يقع في تفجير الذرة،- وهو أشد هولا- أو على أي نحو آخر. وحين يقع هذا فإن نيرانا هائلة لا يتصور مداها، تنطلق من البحار. فإن تفجير قدر محدود من الذرات في القنبلة الذرية أو الإيدروجينية يحدث هذا الهول الذي عرفته الدنيا؛ فإذا انفجرت ذرات البحار على هذا النحو أو نحو آخر، فإن الإدراك البشري يعجز عن تصور هذا الهول!).
أقول: الاتجاهات كثيرة في تفسير قوله تعالى وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ، وهل التسجير هنا هو التفجير الوارد في سورة الانفطار؟ والذي أذهب إليه أن التفجير يسبق التسجير، فالبحار ينفتح ماؤها على بعضه في مرحلة ثم يحدث شئ آخر هو التسجير الذي هو الملء والله أعلم.
٥ - فسر بعضهم وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ بأن البحر هو الذي يكون جهنم، وهذا في رأيي خطأ، لأن الأحاديث تذكر أن الناس وهم في الموقف يؤتى بنار جهنم لها سبعون ألف زمام يجرها .. مما يشير إلى أن النار هذا السجن الضخم الهائل موجود حاليا في مكان ما، ويؤتى بها إلى المحشر، فالذي نرجحه أن تسجير البحار يكون واحدا مما يحدث حتى تكون الأرض كلها كقرصة النقي ليس فيها معلم لأحد كما ورد في الحديث، وذلك كأن تمتلئ بلابة باطن الأرض.
٦ - بمناسبة قوله تعالى وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ذكر الألوسي تحقيقا طويلا حول مآل الأطفال يوم القيامة، وختم كلامه بقوله: (والذي أختاره: القول بأن الأطفال مطلقا، وكذا فرخ الزنا، ومن جن قبل البلوغ في الجنة، فهو الأخلق بكرم الله تعالى وواسع رحمته عزّ وجل، والأوفق للحكمة بحسب الظاهر، والأكثر تأييدا بالآيات، ولا بعد في ترجح الأخبار الدالة على ذلك بما ذكر على الأخبار الدالة على