للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الطاعة والاستسلام .. التعب واحد في الأرض والكدح واحد- وإن اختلف لونه وطعمه- أما العاقبة مختلفة عند ما تصل إلى ربك .. فواحد إلى عناء دونه عناء الأرض .. وواحد إلى نعيم يمسح على آلام الأرض كأنه لم يكن كدح ولا كد ..

يا أيها الإنسان .. الذي امتاز بخصائص الْإِنْسانُ. ألا فاختر لنفسك ما يليق بهذا الامتياز الذي خصك به الله، اختر لنفسك الراحة من الكدح عند ما تلقاه.

ولهذه اللمسة الكامنة في هذا النداء، فإنه يصل بها مصائر الكادحين عند ما يصلون إلى نهاية الطريق، ويلقون ربهم بعد الكدح والعناء:

وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً* وَيَصْلى سَعِيراً* إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً* إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ* بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً .. ).

٣ - بمناسبة قوله تعالى فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ* فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً قال ابن كثير: (أي: سهلا بلا تعسير أي: لا يحقق عليه جميع دقائق أعماله فإن من حوسب كذلك هلك لا محالة. وروى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نوقش الحساب عذب» قالت: فقلت: أفليس قال الله تعالى: فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً قال: «ليس ذاك بالحساب ولكن ذلك العرض من نوقش الحساب يوم القيامة عذب» وهكذا رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير من حديث أيوب السختياني به. وروى أحمد عن عائشة قالت:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته: «اللهم حاسبني حسابا يسيرا» فلما انصرف، قلت: يا رسول الله ما الحساب اليسير؟ قال: «أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه إنه من نوقش الحساب يا عائشة يومئذ هلك» صحيح على شرط مسلم).

٤ - يستدل بعض طوائف الملاحدة القائلين بالتناسخ، على هذا التناسخ الملعون بقوله تعالى: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ وهو استدلال أحمق؛ لأن القول بالتناسخ يلغي ما تذكره السورة أصلا من حشر الإنسان وحسابه، وهذه طريقة الملاحدة يأتون إلى نص يحتمل معاني فيعطونه معنى لا يحتمله، ويلغون به القرآن كله، ويقولون هذا هو حكم القرآن، وإنما ينطلي خداعهم على جاهل أحمق، إن هذا التناسخ الملعون عقيدة هندوسية تسربت إلى طوائف من ملاحدة المسلمين على تناقضها وتهافتها.

إن القول بأن الروح تنتقل من مخلوق إلى مخلوق آخر بحسب عمل المخلوق الأول

<<  <  ج: ص:  >  >>