وبمناسبة عرض قصة آدم عليه السلام وما جرى تأتي بعد ذلك نداءات لبني آدم، أولها نداء بترك العري وصلة ذلك بما حدث لآدم وحواء من انكشاف عورتيهما بعد ما أكلا من الشجرة واضحة، وثانيها نداء بالتحذير من فتنة الشيطان وصلة ذلك بما حدث لآدم من فتنة الشيطان واضحة، وثالثها نداء بأخذ الزينة للعبادة وترك الإسراف في الطعام والشراب، وصلة ذلك بما حدث لآدم بسبب الطعام واضحة.
وهكذا تأتي التعقيبات والتوجيهات والدروس المبنية على قصة آدم عليه السلام فالصلات واضحة بين ما مر وما سيأتي:
يقول صاحب الظلال:
ولا بد أن نلحظ أن مشهد العري بعد ارتكاب المحظور، والخصف من ورق الجنة، ثم هذا التعقيب بتذكير بني آدم بنعمة الله في إنزال اللباس الذي يواري سوآتهم والرياش الذي يتزينون به، وتحذيرهم من فتنة الشيطان لهم لينزع عنهم لباسهم وريشهم كما نزعه عن أبويهم .. لا بد أن نلحظ أن ذكر هذه الحلقة من القصة، والتعقيب عليها على هذا النحو إنما يواجه حالة واقعة في المجتمع الجاهلي العربي المشرك، حيث كانوا تحت تأثير أساطير وتقاليد معينة يطوفون بالبيت عرايا، ويحرمون أنواعا من الثياب، وأنواعا من الطعام في فترة الحج، ويزعمون أن هذا من شرع الله، وأن الله قد حرم عليهم هذا الذي يحرمونه على أنفسهم .. ومن ثم يجئ في استعراض قصة البشرية، أو في التعقيب عليها ما يناسب ويواجه هذه الحالة الواقعية في الجاهلية .. وفي كل جاهلية في الحقيقة ..
أليست سمة كل جاهلية هي العري، والكشف، وقلة الحياء من الله، وقلة التقوى؟ .... )
ولنعد إلى عرض المعاني العامة:
فبعد عرض قصة بداية الوجود الإنساني على الأرض ومقدماتها وحيثياتها وقواعدها وقوانينها، ها نحن الآن على الأرض، تجري علينا أحكام هذه المقدمة وقواعدها وقوانينها، فإذا استقرت هذه المعاني يتوجه الله عزّ وجل بأربعة نداءات لبني آدم: النداء الأول يذكرهم الله عزّ وجل بما امتن عليهم به مما جعل لهم من اللباس والريش.
فاللباس لستر العورات وهي السوءات، والريش ما يتجمل به. فالأول من