جرير .. أن الحسن بن علي قال: كانت ليلة الفرقان يوم التقى الجمعان لسبع عشرة من رمضان. إسناده جيد قوي. وهو الصحيح عند أهل المغازي والسير.
٧ - وبمناسبة الكلام عن غزوة بدر في آخر هذا المقطع الذي مر معنا يذكر ابن كثير مجموعة روايات تفيد في فهم الآيات قال ابن كثير:
(وفي حديث كعب بن مالك قال: إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير قريش، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد. وروى ابن جرير .. عن عمير ابن إسحاق قال: أقبل أبو سفيان في الركب من الشام، وخرج أبو جهل ليمنعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فالتقوا ببدر ولا يشعر هؤلاء بهؤلاء، ولا هؤلاء بهؤلاء، حتى التقت السقاة، ونهد الناس بعضهم لبعض. وروى محمد بن إسحاق في السيرة:
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه ذلك حتى إذا كان قريبا من الصفراء، بعث بسبس ابن عمرو، وعدي بن أبي الزغباء الجهنيين، يلتمسان الخبر عن أبي سفيان، فانطلقا حتى إذا وردا بدرا، فأناخا بعيريهما إلى تل من البطحاء، فاستقيا في شن لهما من الماء، فسمعا جاريتين تختصمان تقول إحداهما لصاحبتها اقضيني حقي، وتقول الأخرى إنما تأتي العير غدا أو بعد غد؛ فأقضيك حقك، فخلص بينهما مجدي بن عمر؛ وقال:
صدقت، فسمع بذلك بسبس وعدي، فجلسا على بعيريهما حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه الخبر، وأقبل أبو سفيان حين وليا وقد حذر، فتقدم أمام عيره وقال لمجدي بن عمرو: هل أحسست على هذا الماء من أحد تنكره؟ فقال لا والله إلا أني قد رأيت راكبين أناخا إلى هذا التل، فاستقيا من شن لهما، ثم انطلقا، فجاء أبو سفيان إلى مناخ بعيريهما، فأخذ من أبعارهما ففته، فإذا به النوى فقال: هذه والله علائف يثرب، ثم رجع سريعا فضرب وجه عيره، فانطلق بها للساحل، حتى إذا رأى أنه قد أحرز عيره بعث إلى قريش، فقال إن الله قد نجى عيركم وأموالكم ورجالكم فارجعوا، فقال أبو جهل: والله لا نرجع حتى نأتي بدرا- وكانت بدر سوقا من أسواق العرب- فنقيم بها ثلاثا، فنطعم بها الطعام، وننحر بها الجزر، ونسقي بها الخمر، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب، وبمسيرنا، فلا يزالون يهابوننا بعدها أبدا، فقال الأخنس بن شريق: يا معشر بني زهرة، إن الله قد أنجى صاحبكم فارجعوا، فأطاعوه فرجعت بنو زهرة، فلم يشهدوها ولا بنو عدي. ثم روى محمد بن إسحاق ... عن عروة بن الزبير قال: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دنا من بدر على بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام في نفر من أصحابه يتجسسون له الخبر فأصابوا سقاة لقريش