قبلك، قال نبي الله نوح عليه السلام وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ وقال نبي الله شعيب عليه السلام بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ وقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ.
٢ - في سبب نزول قوله تعالى وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ قال مجاهد: إنها نزلت في أبي لبابة لما قال لبني قريظة إنه الذبح وأشار بيده إلى حلقه، وقال ابن عباس وَآخَرُونَ نزلت في أبي لبابة وجماعة من أصحابه تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقال بعضهم: أبو لبابة وخمسة معه وقيل: وسبعة معه، وقيل: تسعة معه فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته ربطوا أنفسهم بسواري المسجد وحلفوا لا يحلهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أنزل الله هذه الآية وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ أطلقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعفا عنهم.
وبمناسبة هذه الآية قال النسفي: خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً خروجا إلى الجهاد وَآخَرَ سَيِّئاً تخلفا عنه، أو التوبة والإثم، وهو قولهم بعت الشاء شاة ودرهما أي شاة بدرهم قالوا وبمعنى الباء، لأن الواو للجمع، والباء للالتصاق، أو المعنى خلط كل واحد منهما بالآخر: فكل واحد منهما مخلوط ومخلوط به كقولك: خلطت الماء واللبن، تريد خلطت كل واحد منهما بصاحبه بخلاف قولك: خلطت الماء باللبن لأنك جعلت الماء مخلوطا واللبن مخلوطا به. وإذا قلته بالواو فقد جعلت الماء واللبن مخلوطين ومخلوطا بهما كأنك قلت: خلطت الماء باللبن واللبن بالماء.
وبمناسبة هذه الآية نقل ابن كثير ما رواه البخاري مختصرا ... عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا: أتاني الليلة آتيان فابتعثاني فانتهيا بي إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فتلقانا رجال شطر من خلقكم كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء، قالا لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك عنهم فصاروا في أحسن صورة، قالا لي: هذه جنة عدن، وهذا منزلك، قالا وأما القوم الذين كان شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم.
٣ - اعتقد بعض ما نعي الزكاة من أحياء العرب أن دفع الزكاة لا يكون إلى الإمام وإنما كان هذا خاصا بالرسول صلى الله عليه وسلم محتجين بقول تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً