للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من آناءِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ يَقُولُ (١) (٢): لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا لَفَعَلْتُ (٣) كَمَا يَفْعَل، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ فَيَقُولُ: لَوْ أُوتيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ لَفَعَلْتُ (٤) كَمَا يَفْعَلُ". [راجع: ٥٠٢٦، أخرجه: س في الكبرى ٥٨٤١، تحفة: ١٢٣٣٩].

"مِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ" كذا في هـ، حـ، سـ، ذ، وفي نـ: "آناءَ اللَّيْلِ". "كَمَا يَفْعَلُ" زاد بعده في نـ: "حَدَّثنا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ بِهَذَا" - إشارة إلى أن له شيخين في هذا الحديث -.

===

تحصيل تينك الخصلتين يعني: ولو حصلتا بهذا الطريق المذموم. وقيل: الظاهر أن المراد بالحسد صدق الرغبة وشدة الحرص، ولما كانا هما الشيئين الداعيين إلى الحسد كني عنهما بالحسد، وقيل: إن فيه تخصيصًا لإباحة نوع من الحسد وإن كانت جملته محظورة، وإنما رخص فيهما لما يتضمن مصلحة في الدين، انتهى. وما ذكروه إنما يتم إذا أخذ في معنى الحسد حصول نعمة لنفسه مع تمني زوالها عن غيره، وأما إن كان معناه تمني الزوال فقط فلا يتجه. قال في "القاموس" (ص: ٢٦٥): حَسَدَه الشيءَ وعليه: تمنى أن تتحول إليه نعمتُه وفضيلتُه أو يُسْلَبَهُمَا. فتدبر، انتهى.

(١) أي: أحد من سامعيه.

(٢) قوله: (يقول: لو أوتيت … ) إلخ، بحذف القائل. وظاهره: أنه الذي أوتي القرآن وليس كذلك بل هو السامع، وأفصح به في الرواية التي في "فضائل القرآن" (ح: ٥٠٢٦) ولفظه: "فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت … " إلخ، ولفظ هذه الرواية أدخل في التمني لكنه جرى على عادته في الإشارة، "ف" (١٣/ ٢٢٠).

(٣) أي: لقرأت.

(٤) أي: أنفقت.

<<  <  ج: ص:  >  >>