للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦ - بَابُ رُؤْيَا يُوسُفَ عليه السلام

وَقَوْلِهِ: {إِذْ قَالَ (١) يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ

"يُوسُفَ" في سفـ: "يُوسُفَ بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن". "عَلَيهِ السلام" سقط في نـ.

===

هل يقال لصاحب الرؤيا الصالحة: له شيء من النبوة؟ قلت: جزء النبوة ليس بنبوة، إذ جزء الشيء غيره، أو لا هو ولا غيره، فلا نبوة له. فإن قلت: الرؤيا الصالحة أعم لاحتمال أن تكون منذرة، إذ الصلاح قد يكون باعتبار تأويلها؟ قلت: فترجع إلى المبشر، نعم يخرج منها ما لا صلاح لها لا صورة ولا تأويلًا. وقال ابن التين: معنى الحديث: أن الوحي ينقطع بموتي، ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا. فإن قيل: يرد عليه الإلهام؛ لأن فيه إخبارًا بما سيكون، وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا (١)، [ويقع لغير الأنبياء كما] تقدم في مناقب عمر رضي الله عنه: "قد كان فيمن مضى من الأمم محدثون"، وفسر المحدث - بفتح الدال - بالملهم بفتح الهاء، وقد أخبر كثير من الأولياء عن أمور مغيبة فكانت كما أخبروا؛ وأجيب: بأن الحصر في المنام لكونه ليشمل آحاد المؤمنين بخلاف الإلهام، فإنه مختص بالبعض، ومع كونه مختصًا فإنه نادر. وقال المهلب ما حاصله: أن التعبير بالمبشرات خرج للأغلب، فإن من الرؤيا ما تكون منذرة، وهي صادقة يريها الله للمؤمن رفقًا به ليستعد لما يقع قبل وقوعه، "ع" (١٦/ ٢٧٣).

(١) أي: اذكر حين قال، "ع" (١٦/ ٢٧٤).


(١) في الأصل: "وهو للأولياء كالوحي بالنسبة إلى الأنبياء كالرؤيا" فيه تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>