(١) قوله: (فيستهلّ صارخًا من مَسّ الشيطان) أي: سبب صراخ الصبيّ أوّلَ ما يولد الألمُ من مسّ الشيطان إياه، والاستهلال: الصِّياح. قال القرطبي: هذا الطعن من الشيطان هو ابتداء التسليط، فَحَفِظَ الله مريم [و] ابنها [منه] ببركة دعوة (١) أمها حيث قالت: {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} ولم يكن لمريم ذرّيّة غير عيسى، "ف" (٦/ ٤٧٠).
(٢) قوله: (غير مريم وابنها) تقدم في "باب إبليس" بذكر عيسى خاصّة، فيحتمل أن يكون هذا بالنسبة إلى المسّ، وذلك بالنسبة إلى الطعن في الجنب، ويحتمل أن يكون ذلك قبل الإعلام بما زاد، وفيه بُعْدٌ؛ لأنه حديث واحد، والظاهر أن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخر، والزيادة من الحافظ مقبولة، "ف" (٦/ ٤٧٠).
(٣) قوله: (مخفّفة) أي: كَفَلَ يَكْفُلُ بغير التشديد بمعنى ضمّ يضمّ، كذا في "الكرماني" (١٤/ ٧٧). قال في "الفتح" (٦/ ٤٧٠): أشار بقوله: "مخفّفة" إلى قراءة الجمهور، وقرأها الكوفيون كفّلها بالتشديد، أي: كفّلها الله زكريّا.