للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلَانِي، مَا تَعَمَّدْتُ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ (١) لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى يَوْمِي هَذَا كَذِبًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم -: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}. [راجع: ٢٧٥٧].

٢٠ - بَابُ قَوْلِهِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ (٢) مِنْ أَنْفُسِكُمْ (٣) عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا (٤) عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: ١٢٨]

"مُنْذُ ذَكَرْتُ" في ذ: "مُذْ ذَكَرْتُ". "إِلَى يَوْمِي" في نـ: "إِلَى يَوْمِنَا". "فَأَنْزَلَ اللَّهُ" في نـ: "وَأَنْزَلَ اللَّهُ". " {وَالْمُهَاجِرِينَ} " زاد في ذ: " {وَالْأَنْصَارِ} ". " {حَرِيصٌ. . .} إلخ" سقط في ذ، وقَالَ بعدَ قَولِهِ: " {عَنِتُّمْ} ": "الآية".

===

(١) القول الصدق، "قس" (١٠/ ٣٢١).

(٢) قوله: ({لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ}) يعني محمدًا. " {مِنْ أَنْفُسِكُمْ} " أي: من جنسكم عربي مثلكم، وقرئ {مِنْ أَنْفَسِكُمْ} بفتح الفاء أي: من أشرفكم. وقال الزجاج: هي مخاطِبَة لجميع العالم، والمعنى: لقد جاءكم رسول من البشر، وإنما كان من الجنس لأن الجنس إلى الجنس أميل. ثم رتب عليه صفاتٍ أخرى لتعداد المنن على المرسل إليهم فقال: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ} أي: عَنَتكم أي: إثمكم وعصيانكم ولقاؤكم المكروه. {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} أي: على إيمانكم وصلاح شأنكم وأن تدخلوا الجنة. " {بِالْمُؤْمِنِينَ} " منكم ومن غيركم {رَءُوفٌ رَحِيمٌ} قدّم الأبلغَ منهما - وهو الرؤوف؛ لأن الرأفة شدة الرحمة - محافظة على الفواصل. ولم يجمع الله اسمين من أسمائه لأحد غير نبينا - صلى الله عليه وسلم -، قاله الحسين بن فضل، ملتقط من "القسطلاني" (١٠/ ٣٢١) و"البيضاوي" (١/ ٤٢٦).

(٣) أي: من جنسكم، صفة لرسول.

(٤) ما مصدرية أي: عنتكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>