(١) قوله: (من لم ير الرؤيا لأول عابر … ) إلخ، كأنه يشير إلى حديث أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر حديثًا فيه: "والرؤيا لأول عابر"، وهو حديث ضعيف، فيه يزيد الرقاشي، ولكن له شاهد أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه بسند حسن، وصححه الحاكم عن أبي رزين العقيلي رفعه: "الرؤبا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت"، لفظ أبي داود، وفي رواية الترمذي: سقطت، كذا في "ف" (١٢/ ٤٣٢). المعتبر في أقوال العابرين قول العابر الأول، فقيل: ذلك إذا كان مصيبًا في وجه العبارة، أما إذا لم يصب فلا، إذ ليس المدار إلا على إصابة الصواب، فمعنى الترجمة: باب من لم يعتقد أن تفسير الرؤيا هو للعابر الأول إذا كان مخطئًا، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - للصديق: "أخطأت بعضًا"، "ك" (٢٤/ ١٣٦ - ١٣٧). المدار على إصابة الصواب، فحديث "الرؤيا لأول عابر" المروي عن أنس مرفوعًا معناه: إذا كان العابر الأول عالمًا فعبر وأصاب وجه التعبير، وإلَّا فهي لمن أصاب بعده، لكن يعارضه حديث أبي رزين: "أن الرؤيا إذا عبرت وقعت"، إلا أن يدعى تخصيص "عبرت" بأن يكون عابرها عالمًا مصيبًا. ويعكر عليه قوله في الرؤيا المكروهة: "ولا يحدث بها أحدًا"، فقد قيل في حكمة النهي: أنه ربما فسرها تفسيرًا مكروهًا على ظاهرها، مع احتمال أن تكون محبوبة في الباطن فتقع على ما فسر، وأجيب باحتمال أن تكون تتعلق بالرائي، فله إذا قصها على أحد ففسرها له على المكروه أن يبادر غيره ممن يصيب فيسأله، فإن قصر الرائي فلم يسأل الثاني وقعت على ما فسر الأول، "ف" (١٢/ ٤٣٢).