ومعناه: أن الساعة تقوم في الأكثر والأغلب على شرار الناس بدليل قوله عليه السلام: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى تقوم الساعة" فدل هذا الخبر أن الساعة تقوم أيضًا على قوم فضلاء. قلت: ولا يتعين ما قال. فقد جاء ما يزيد العموم في روايات، فوجه الجمع بينهما حمل الغاية في حديث:"لا تزال طائفة" على وقت هبوب الريح الطيبة التي تقبض روح كل مؤمن ومسلم فلا يبقى إلا الشرار فتهجم الساعة عليهم بغتة، "فتح"(١٣/ ١٩).
(١) ابن عيينة.
(٢) قوله: (الزبير بن عدي) الكوفي الهمداني - بسكون الميم - من صغار التابعين، ولي قضاء الري ويكنى أبا عدي، وليس له في "البخاري" سوى هذا الحديث، مات سنة ١٣١ هـ. وقد يلتبس به راو قريب من طبقته وهو الزبير بن عربي هو بصري، يكنى أبا سلمة، وليس له في "البخاري" سوى حديث واحد تقدم في "الحج". قوله:"ما يلقون من الحجاج" أي: ابن يوسف الثقفي الأمير المشهور، والمراد شكواهم ما يلقون من ظلمه لهم وكثرة تعدِّيه، وروي أنه كان عمر فمن بعده إذا أخذوا العاصي أقاموه للناس ونزعوا عمامته، فلما كان زياد ضرب في الجنايات بالسياط، ثم زاد مصعب بن الزبير حلق اللحية، فلما كان بشر بن مروان سَمَّر كف الجاني بمسمار فلما قدم الحجاج قال: هذا كله لعب، فقتل بالسيف، "ف"(١٣/ ٢٠)، "ك"(٢٤/ ١٥٣)، "ع"(١٦/ ٣٣٨).