تَقْديمُ سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رئيس ندوة العلماء بالهند
الحمد لله ربّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيِّد الأنبياء والمرسلين، خاتَم النبيِّين، سيِّدنا محمَّد بن عبد الله الأمين، وعلى آله وأصحابه الغُرِّ المَيامين، ومَن تبعهم بإحسان ودعا بدعوتهم إلى يوم الدِّين.
وبعد:
فقد أنزل الله تعالى كتابه العظيم "القرآن" العربيّ المبين؛ ليكون هدايةً للعالمين، وقُدوةً وإمامًا لحياة عباده المؤمنين، فهو بكونه كلامًا لرب العالمين أقدس كلام وأجلُّه {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (١)، وهو مصدر الشريعة الإسلامية الأعلى ومأخذ أساسيٌّ أعلى لأوامره وأحكامه لعباده الصالحين.
ثم ألْحق الله به ما أنزله على رسوله خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم - من وحي غير متلوٍّ لبيان ما يفتقر إليه عباده، لامتثال أوامره، فجاء ذلك من رسوله العظيم قولًا وعملًا؛ أمر الله تعالى عباده باتباعه مع اتباع ما ورد