للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤ - بَابُ قَوْلِهِ: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا (١) إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ (٢) مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ (٣) وَإِنْ (٤) كَانَتْ (٥) لَكَبِيرَةً إِلَّا

"{مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ. . .} إلخ" في نـ: " {مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ} الآية".

===

(١) قوله: ({وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا}) الجعل إما متعدٍّ إلى مفعول واحِد، فحينئذ الموصول مع الصلة صفة للقبلة والمضاف محذوف، يعني: ما جعلنا تحويل القبلة التي كنت عليها، وهي بيت المقدس. وإما متعد إلى مفعولين، ومفعوله الثاني محذوف، أي: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا} منسوخة. ويحتمل أن يكون القبلة مفعوله الأول، والموصولُ مع الصلة بمعنى الجهة التي كنت عليها: مفعوله الثاني، والمراد بالموصول البيت المقدس، والمعنى: ما جعلنا في سابق الزمان القبلة الجهة [التي] كنت عليها، يعني أن أصل أمرك أن تستقبل الكعبة وما جعلنا قبلتك في سابق الزمان بيتَ المقدس إلا لنعلم. ويحتمل أن يكون {كُنْتَ عَلَيْهَا}، بمعنى: أنت عليها الآن، يعني الكعبة إلا لنعلم. وقيل في تفسيره: وما جعلنا القبلة الآن الجهة التي كنت عليها قبل الهجرة وهي الكعبة، وهذا التأويل يستلزم النسخ مرتين، ويخالف سياق قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: ١٤٢]، فإن المراد هناك بالموصول بيت المقدس لا غيره، "مظهري" (١/ ١٤٠). ومرَّ بعض بيانه (برقم: ٤٠) في "الإيمان".

(٢) في الصلاة حيث ما توجه بأمر الله، "مظهري" (١/ ١٤١).

(٣) فيرتد، كما في الحديث: أن القبلة لما تحولت ارتد قوم من المسلمين إلى اليهودية وقالوا: رجع محمد إلى دين آبائه، "مظهري" (١/ ١٤١).

(٤) أي: إنه.

(٥) أي: التحويلة أو القبلة، "قس" (١٠/ ٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>