للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٧ - {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)} [القدر: ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يُقَالُ: الْمَطْلَعُ (٢) هُوَ الطُّلُوعُ، وَالْمَطْلِعُ هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُطْلَعُ مِنْهُ. {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ}: الْهَاءُ كِنَايَةٌ عَنِ الْقُرآنِ، أَنْزَلْنَاهُ مَخْرَجُ الْجَمْعِ، وَالْمُنْزِلُ هُوَ اللَّهُ، وَالْعَرَبُ تُؤَكِّدُ فِعْلَ الْوَاحِدِ فَتَجْعَلُهُ بِلَفْظِ الْجَمْعِ، لِيَكُونَ أَثْبَتَ وَأَوْكَدَ.

"{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} " في نـ: "سُورَةُ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} "، وفي نـ: "سُورَةُ القَدرِ". " {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} " في ذ: "وَقَالَ: {أَنْزَلْنَاهُ} ". "مَخْرَجُ الْجَمْعِ" في نـ: "مخرج الجميع". "بِلَفْظِ الْجَمْعِ" في نـ: "بِلَفْظِ الْجَمِيعِ". "لِيَكُونَ أثْبَتَ" في سـ، ذ: "لِيَكُنْ أَثْبَتَ".

===

(١) مكية أو مدنية وآيها خمس، "قس" (١١/ ٢٦١).

(٢) قوله: (المطلع) بفتح اللام "هو الطلوع، والمطلع" بكسرها، وهي قراءة الكسائي "الموضع الذي يطلع منه". قوله: "الهاء كناية عن القرآن" يعني: أن الضمير في قوله: " {أَنْزَلْنَاهُ} " للقرآن، قال البيضاوي (٢/ ١١٦٤): فخمه بإضماره من غير ذكر شهادة له بالنباهة المغنية عن التصريح كما عظمه بأن أسند إنزاله إليه، وعظم الوقت الذي أنزل فيه، وقوله: " {أَنْزَلْنَاهُ} " خرج "مخرج الجمع" كذا في "القسطلاني" (١١/ ٢٦١).

قال الكرماني (١٨/ ٢٠٤): قوله: "مخرج الجمع" بالغضب أي: خرج {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} مخرج الجمع، وكان القياس أن يكون بلفظ المفرد بأن يقول: إني أنزلته؛ لأن المنزل هو اللَّه، وهو لا شريك له، وبالرفع أي: لفظ: {أَنْزَلْنَاهُ} خارج بلفظ الجمع، وفائدة العدول عن ظاهره التأكيد والإثبات؛ لأن العرب إذا أراد التأكيد والإثبات يذكر المفرد بصيغة الجمع، هذا كلامه

<<  <  ج: ص:  >  >>