للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَ قَوْمَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ (١): إِنَّهُ أَعْوَرُ، وإِنَّ رَبَّكُمْ لَيسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ". [راجع: ٧١٣١].

١٨ - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ (٢): {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ (٣)} [الحشر: ٢٤]

"سَمِعْتُ" في نـ: "قَالَ: سَمِعْتُ". "أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ" في نـ: "أَنَسًا". "وَإِنَّ رَبَّكُمْ" في نـ: "وَإِنَّ اللَّهَ".

===

(١) يعني الدجال. فإن قلت: معلوم أنه ليس الرب؛ بدلائل متعددة؟ قلت: ذلك معلوم للعلماء، والمقصود أن يشير إلى أمر محسوس تدركه العوام، "ع" (١٦/ ٦٠٤). ومرَّ (برقم: ٧٠١٣١).

(٢) كذا لأبى ذر، وسقط له لفظ {هُوَ}، ولغيره سقط الباب، وقال: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ} وقال في "الفتح": "باب قول اللّه تعالى: {هُوَ الْخَالِقُ} "، كذا للأكثر، والتلاوة {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ … } إلخ، وثبت كذلك في رواية كريمة، كذا في "قس" (١٥/ ٤٣٢).

(٣) قوله: ({الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ … }) {الْخَالِقُ} من الخلق، وأصله التقدير المستقيم، ويطلق على الإبداع، وهو إيجاد الشيء على غير مثال كقوله: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ} [النحل: ٣]، وعلى التكوين كقوله: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ} [النحل: ٤]. و {الْبَارِئُ} من البرء، وأصله خلوص الشيء عن غيره إما على سبيل التفصي منه، كقولهم: برئ [فلان] من مرضه والمديون من دينه، وإما على سبيل الإنشاء، ومنه برأ اللّه النسمة، وقيل: البارئ الخالق: البريء من التفاوت والتنافر المخلِّين بالنظام. و {الْمُصَوِّرُ} مبدع صور المخترعات ومرتبها بحسب مقتضى الحكمة. والثلاثة من صفات الفعل إِلَّا إذا أريد بالخالق المقدر فيكون من صفات الذات؛ لأن مرجع التقدير إلى الإرادة،

<<  <  ج: ص:  >  >>