للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨ - بَابٌ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يَخْرُجَ

٢٠٤٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ (١)، ثَنَا عَبدُ اللهِ (٢)، أَنَا الأَوْزَاعِيُّ (٣)، ثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (٤)،

"ثَنَا عَبْدُ اللهِ" في نـ: "قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللهِ"، وفي أخرى: "أَنَا عَبدُ اللهِ". "أَنَا الأَوْزَاعِيُّ" في نـ: "ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ".

===

أن جبريل كان يعارضه بالقرآن [في كل رمضان مرةً]، فلما كان العام الذي قُبض فيه عارضه به مرتين. فلذلك اعتكف قدر ما كان يعتكف مرتين، وقال ابن العربي: يحتمل أن يكون سبب ذلك أنه لما ترك الاعتكاف في العشر الأخير بسبب ما وقع من أزواجه واعتكف بدله عشرًا من شوّال، اعتكف في العام الذي يليه عشرين ليتحقّق قضاء العشر في رمضان، انتهى.

وأقوى من ذلك أنه إنما اعتكف في ذلك العام عشرين؛ لأنه كان في العام الذي قبله مسافرًا، ويدلّ لذلك ما أخرجه النسائي واللفظ له، وأبو داود، وصحّحه ابن حبان وغيره من حديث أُبي بن كعب: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فسافر عامًا فلم يعتكف، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين"، ويحتمل تعدّد هذه القصة بتعدّد السبب، فيكون مرّة بسبب ترك الاعتكاف لعذر السفر، ومرةً بسبب عرض القرآن مرتين.

وأما مطابقة الحديث للترجمة فإن الظاهر بإطلاق العشرين أنها متوالية فيتعيّن لذلك العشرُ الأوسطُ، أو أنه حمل المطلق في هذه الرواية على المقيّد في الروايات الأخرى، "فتح الباري" (٤/ ٢٨٥).

(١) المروزي المجاور بمكة، "قس" (٤/ ٦٩٩).

(٢) "عبد الله" هو ابن المبارك المروزي.

(٣) "الأوزاعي" عبد الرحمن بن عمرو.

(٤) "يحيى بن سعيد" الأنصاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>