"بَابُ" ثبت في ذ، وسقط لغيره. " {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ. . .} إلخ" في نـ بدله: "إلى آخر الآية".
===
(١) قوله: ({وَنُفِخَ فِي الصُّورِ}) النفخة الأولى " {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} " أي: خرّ ميتًا أو مغشيًا " {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} " متصل، فالمستثنى قيل: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل؛ فإنهم يموتون بعد، وقيل: حملة العرش، وقيل: رضوان والحور والزبانية، وقال الحسن: الباري تعالى، فالاستثناء منقطع، وفيه نظر من حيث قوله:{مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}؛ فإنه لا يتحيّز، قوله:" {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى} " هي القائم مقام الفاعل، وهي في الأصل صفة لمصدر محذوف أي: نفخة أخرى، قوله:" {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} " أي: قائمون من قبورهم حال كونهم " {يَنْظُرُونَ} " البعث أو أمر اللَّه فيهم، واختلف في الصعقة فقيل: إنها غير الموت، لقوله تعالى في موسى:{وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا}[الأعراف: ١٤٣] فهو لم يمت، فهذه النفخة تورث الفزع الشديد، وحينئذ فالمراد من نفخ الصحة ونفخ الفزع واحد، وهو المذكور في النمل في قوله تعالى:{وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}[النمل: ٨٧]، وعلى هذا فنفخ الصور مرتين، وقيل: الصعقة الموت، فالمراد بالفزع كيدودة الموت من الفزع وشدة الصوت، فالنفخة ثلاث مرات: نفخة الفزع المذكورة في النمل، ونفخة الصعقة، وفي قوله:{ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى}، كذا في "القسطلاني"(١١/ ٣٢).