للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٣ - الأَحْزَاب (١)

قَالَ مُجَاهِدٌ (٢): {صَيَاصِيهِمْ} [الأحزاب: ٢٦]: قُصُورِهِمْ.

"الأَحْزَاب" في سفـ، ذ، عسـ: "سُورَةُ الأَحْزَاب، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". "قَالَ مُجَاهِدٌ" في نـ: "وقَالَ مُجَاهِدٌ". " {صَيَاصِيهِمْ} " في نـ: " {مِنْ صَيَاصِيهِمْ} ". "قُصُورِهِمْ" زاد بعده في ذ: " {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: ٦].

===

مجرورة بمِنْ، خارجةً عن المعاني الثلاثة، وفُسِّرَتْ بغير، وهو موافق لقول من يَعُدُّها من ألفاظ الاستثناء، وبمعناها، أو بمعنى أَجَلْ، أو بمعنى كُفَّ وَدَعْ، انتهى كلام "القاموس".

قال في "المجمع" (١/ ٢٢٢): أي: دع ما أُطلعتم عليه من نعيم الجنة وعرفتموها من لذاتها، أي: فالذي لم أطلعكم عليه أعظم، وقيل معناه غير، وقيل: كيف، انتهى. قال ابن التين: إنَّ بَلْهَ ضُبِطَ بالفتح والجر وكلاهما مع وجود من، فأما الجر فَوُجِّه بأنها بمعنى غير، والكسرة التي على الهاء حينئذ إعرابية، وأما توجيه الفتح فأقول: قال الرضي: وإذا كان -يعني بله- بمعنى كيف جاز أن يدخله من، انتهى. قلت: وعليه تتخرج هذه الرواية فيكون بمعنى كيف التي يُقْصَدُ بها [الاستبعاد]، و"ما" مصدرية، وهي مع صلتها في محل رفع على الابتداء، والخبر: "من بله وضمير في قوله: "عليه" عائد على الذخر أي: كيف ومن أين اطلاعكم على ما ادخرته لعبادي الصالحين فإنه أمر عظيم قلما تَتَّسَعُ عقولُ البشر لإدراكه والإحاطة به، هذا أحسن ما يقال في هذا المحل. [انظر "القسطلاني" (١٠/ ٥٧٩)]، وإذا تَأَمَّلْتَ في كلام الشارحين عرفتَ مقداره.

(١) مدنية، آيها ثلاث وسبعون، "قس" (١٠/ ٥٨٠).

(٢) قوله: (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>