٥٧٤٧ - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَئمَانُ (٢)، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (٣) قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ (٤) قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ (٥) يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ:"الرُّؤْيَا (٦) مِنَ اللَّهِ،
===
(١) قوله: (باب النفث في الرقية) بفتح النون وسكون الفاء بعدها مثلثة، وهو شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل؛ لأن مع التفل شيئًا من الريق، كذا في "المجمع" (٤/ ٧٦٦).
قال في "الفتح" (١٠/ ٢٠٩): في هذه الترجمة إشارة إلى الرد على من كره النفث مطلقًا - كالأسود بن يزيد أحد التابعين - تمسكًا بقوله تعالى:{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}[الفلق: ٤]، وعلى من كره النفث عند قراءة القرآن خاصة كإبراهيم النخعي، أخرج ذلك ابن أبي شيبة وغيره. فأما الأسود فلا حجة له في ذلك؛ لأن المذموم ما كان من نفث السحرة وأهل الباطل، ولا يلزم منه ذم النفث مطلقًا، وسيما بعد ثبوته في الأحاديث الصحيحة. وأما النخعي فالحجة عليه ما ثبت في حديث أبي سعيد الخدري ثالث أحاديث الباب، فقد قصوا على النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - القصة، وفيها أنه قرأ بفاتحة الكتاب وتفل، ولم ينكر ذلك - صلى الله عليه وسلم -؛ فكان حجة، وكذا الحديث الثاني فهو واضح من فعله - صلى الله عليه وسلم - وقد تقدم بيان النفث مرارًا، ومن قال: إنه لا ريق فيه، وتصويب أن فيه ريقًا خفيفًا، انتهى.
(٢) هو: ابن بلال، "ف" (١٠/ ٢٠٩)، "ع"، (١٤/ ٧٢٥).
(٣) الأنصاري، "ف" (١٠/ ٢٠٩).
(٤) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف، "ع" (١٤/ ٧٢٥).
(٥) الحارث بن ربعي، "ك" (٢١/ ٢٦).
(٦) قوله: (الرؤيا) أي: الصالحة، "من اللّه، والحلم من الشيطان"، والحلم: بضم اللام وسكونها، أي: الرؤيا المكروهة. يريد: أن الرؤيا