(٣) قوله: ({جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا}) والمعنى بيان أنه لا جناح عليهم فيما طعموا أوّلًا ما اتقوا المحارم، والحكم عام وإن اختصّ السبب، فالجناح مرتفع عن كل من يطعم من المستلذات إذا ما اتقى الله فيما حرم عليه منها ودام على الإيمان أو ازداد إيمانًا عند من يقول به. وقيل: التكرير باعتبار التقوى عن الكفر والكبائرِ والصغائر، كذا في "قس"(١٠/ ٢١٩)، وسيجيء بيانه في "الأشربة".
(٤) قوله: ({إِنْ تُبْدَ لَكُمْ}) أي: تُظْهَر لكم، قال البيضاوي (١/ ٢٨٥): "إن" الشرطية وما عُطِف صفتان لأشياء، والمعنى: لا تسألوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن أشياء إن تظهر لكم تغمكم، وإن تسألوا عنها في زمان الوحي تظهر لكم، وهما كمقدمتين تنتجان ما يمنع (١) السؤالَ وهو أنه مما يغمهم، والعاقل لا يفعل ما يغمّه. و"أشياء" اسم جمع كطرفاء غير أنه قلبت لامه فجعلت لفعاء، وقيل: أفعلاء حذفت لامه جمع لشيء على أن أصله شَيِّءٌ كَهَيِّنٍ، أو شَيِيء كصديق فخفف، وقيل: أفعال جمع له من غير تغيير كبيت وأبيات، ويردُّه منع صرفه، انتهى.