"مِنْ فَضْلِ اللهِ" في سفـ: " {مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} الآيتين"، وفي عسـ، قتـ، ذ:" {مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} إلى آخرِ السُّورَةِ"، والآيتانِ بِتَمَامِهَا روَايَة كرِيمَة.
===
(١) قوله: ({فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ}) أي: فإذا أُدِّيت، والقضاء يجيء بمعنى الأداء، وقيل: معناه إذا فرغ منها، " {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} " للتجارة والتصرف في حوائجكم، " {وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} " أي: الرزق، والأمر فيهما للإباحة والتخيير، كما في قوله:{وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا}[المائدة: ٢]. قوله:" {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} " أي: على كل حال، أي: لا يلهيكم شيء من التجارة ولا غيرها عن ذكر الله، قوله:" {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} " لعلّ من الله واجب، والفلاح: الفوز والبقاء، كذا في "العيني"(٨/ ٢٩٤).
(٢) قوله: ({وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً}) سبب نزولها ما روي عن جابر قال: "أقبلتْ عيرٌ ونحن نصلّي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجمعةَ، فانفَضّ الناس إليها، فما بقي غير اثني عشر رجلًا، وأنا فيهم، فنزلت:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً} ". وروي أن أهل المدينة أصابهم جوع وغلاء شديد، فقدم دحية بن خليفة بتجارة من زيت الشام، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة، فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع خشوا أن يُسْبَقُوا إليه، فلم يبق مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا رهط منهم أبو بكر وعمر رضي اللّه عنهم، وقيل: ثمانية، وقيل: أحد عشر، وقيل: اثني عشر، وقيل: أربعون، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لم يبق منكم أحد لسال بكم الوادي نارًا"، وكانوا إذا أقبلت العير استقبلوها بالطبل والتصفيق فهو المراد باللَّهو، "عيني"(٨/ ٢٩٤).