للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قُلْتُ: أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَالَ: "إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بهِ وَجْهَ اللهِ، إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أًقْوَامٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنَّ الْبَائِسَ (١) (٢) سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ". قَالَ سَعْدٌ (٣): رَثَى لَهُ (٤) رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ أَنْ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ. [راجع: ٥٦].

٤٤ - بَابُ الاسْتِعَاذَةِ مِنْ أَرْذَلِ الْعُمُرِ (٥)

"رَثَى لَهُ رَسُولُ اللهِ" كذا في ذ، وفي نـ: "رَثَى لَهُ النَّبِيُّ". "مِنْ أَرْذَلِ العُمُرِ" زاد بعده في نـ: "وَمِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَفِتْنَةِ النَّارِ"، وفي هـ، ذ: "وَعذَابِ النَّارِ" بدل قولهِ: "وَفِتْنَةِ النَّارِ".

===

(١) هو من أصابه بؤس، أي: قنوط، "ع" (١٥/ ٤٦٦).

(٢) قوله: (لكن البائس) أي: شديد الحاجة. و"سعد بن خولة" بفتح المعجمة وسكون الواو وباللام، كان مهاجرًا بدريًا مات بمكة في حجة الوداع. "قال سعد" ابن أبي وقاص: "رثى" لابن خولة "رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " أي: ترحَّم عليه، ورقَّ له من جهة وفاته بمكة، وذلك لأنه كان يكره أن يموت بمكة التي هاجر منها، ويتمنى أن يموت بغيرها، فلم يُعْط متمنَّاه، "ك" (٢٢/ ١٦٦).

(٣) أي: ابن أبي وقاص.

(٤) أي: لابن خولة.

(٥) قوله: (باب الاستعاذة من أرذل العمر) مغايرة ترجمة هذا الباب للباب الذي قبل الباب المتقدم باعتبار زيادة الجزء الأخير وجمع الجزئين، وهو موجود في بعض النسخ، ومن عادته أنه ربما يذكر مجموعَ الأمور التي أراد ذكرها في باب واحد، ثم يذكر واحدًا منها في باب، فيعقد لكل منها بابًا مستأنفًا؛ ليكون كل منها مستقلًّا بالإفادة، "خير جاري"، والزيادة

<<  <  ج: ص:  >  >>