للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨ - بَابُ قَوْلُهُ: {إِذْ (١) تَلَقَّوْنَهُ (٢) بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ (٣) بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا (٤) وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (٥)} [النور: ١٥]

"بَابٌ" ثبت في ذ: "قوله" سقط في نـ. " {وَتَحْسَبُونَهُ. . .} إلخ" سقط في ذ، وقَالَ بعدَ " {مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} ": "الآية".

===

تاريخيه: "الأوسط" و"الصغير"، وحديث مسروق أصح إسنادًا، وقد جزم إبراهيم الحربي بأن مسروقًا إنما سمع من أم رومان في خلافة عمر، وقال أبو نعيم الأصبهاني: عاشت أم رومان بعد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- دهرًا، قاله القسطلاني (١٠/ ٥٢٣). ومرَّ بعض بيانه (برقم: ٣٣٨٨)، ويؤيده أيضًا ما سبق في "المغازي" (برقم: ٤١٤٣): قال مسروق: حدثتني أم رومان، واللَّه أعلم.

(١) ظرف {لَمَسَّكُمْ} أو {أَفَضْتُمْ}، "بيض" (٢/ ١١٨).

(٢) قوله {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} أي: الإفك " {بِأَلْسِنَتِكُمْ} " أي: يأخذه بعضكم من بعض بالسؤال عنه، قال الكلبي: وذلك أن الرجل منهم يلقى الآخر فيقول: بلغني كذا وكذا، يتلقونه تلقيًا. قوله: " {وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ} " في شأن أم المؤمنين " {مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} ". فإن قلت: ما معنى قوله: " {بِأَفْوَاهِكُمْ} "، والقول لا يكون إلا بالفم؟ وأجيب، بأن الشيء المعلوم يكون علمه في القلب فيترجم عنه اللسان، والإفك ليس إلا قولًا يجري على ألسنتكم من غير أن يحصل في قلوبكم علم. قوله: " {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا} " أي: سهلًا " {وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} " في الوزر واستجرار العذاب، فهذه ثلاثة آثام مترتبة علّق بها مَسّ العذاب العظيم: تلقي الإفك بألسنتهم، والتحدثُ به من غير تحقق، واستصغارُهم لذلك وهو عند اللَّه عظيم، ملتقط من "قس" (١٠/ ٥٢٣ - ٥٢٤)، "بيضاوي" (٢/ ١١٨).

(٣) أي: كلامًا مختصًا بالأفواه بلا مساعدة من القلوب، "بيض" (٢/ ١١٨).

(٤) أي: سهلًا لا تبعة له، "بيض" (٢/ ١٢١).

(٥) في الوزر، "قس" (١٠/ ٥٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>