للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَا يُعْطِينَاهَا (١) النَّاسُ أَبَدًا، لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَبَدًا. [راجع: ٤٤٤٧].

٣٠ - بَابُ مَنْ أَجَابَ بِـ "لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ"

٦٢٦٧ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ (٢)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مُعَاذٍ (٣) قَالَ: أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "يَا مُعَاذُ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ (٤). -ثُمَّ قَالَ مِثْلَهُ ثَلَاثًا-:

"لَا أَسْأَلُهَا" في نـ: "وَإِنّي لَا أَسْأَلُهَا". "رَدِيفُ النَّبِيِّ" في نـ: "رَدِيفُ رَسُولِ اللَّهِ".

===

(١) أي: الإمارة والخلافة.

(٢) هو: ابن يحيى البصري.

(٣) ابن جبل.

(٤) قوله: (قلت: لبيك وسعديك) "لبيك" معناه: أنا مقيم على طاعتك، من قولهم: لَبَّ فلان بالمكان: إذا أقام به، وقيل: معناه إجابة بعد إجابة، وهذا من المصادر التي حذف فعلها لكونه وقع مثنى، وذلك يوجب حذف فعله قياسًا؛ لأنهم لما ثنَّوه صار كأنهم ذكروه مرتين، فكأنه قال: لبَّا لبَّا، ولا يستعمل إلا مضافًا. ومعنى لبيك: الدوام أو الملازمة، فكأنه إذا قال: لبيك، قال: أدوم على طاعتك وأقيمها مرة بعد أخرى. وأما "سعديك" فمعناه في العبادة: أنا متبع أمرك غير مخالف لك، فأسعدني على متابعتك إسعادًا بعد إسعاد. وأما في إجابة المخلوق فمعناه: أسعدك إسعادًا بعد إسعاد، أي: مرة بعد أخرى. قوله: "أن لا يعذبهم" أي: هو أن لا يعذبهم. فإن قلت: لا يجب على الله تعالى شيء؟ قلت: الحق بمعنى الثابت، أو هو واجب بإيجابه على ذاته، أو هو كالواجب، نحو زيد أسد. قال ابن بطالى: فإن اعترض المرجئة

<<  <  ج: ص:  >  >>