(٤) قوله: (باب قوله: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}) غرضه من هذا الباب الرد على المعتزلة حيث قالوا: إنه سميع بلا سمع، وعلى من قال: معنى السميع: العالم بالمسموعات لا غير، وقولهم هذا يوجب مساواته تعالى للأعمى والأصم الذي يعلم أن السماء خضراء ولا يراها، وأن في العالم أصواتًا لا يسمعها! وفساده ظاهر، فوجب كونه سميعًا بصيرًا مفيدًا أمرًا زائدًا على ما يفيد كونه عالمًا.
وقال البيهقيّ: السميع: من له سمع يدرك به المسموعات، والبصير: من له بصر يدرك به المرئيات، قيل: كيف يتصور السمع له تعالى وهو عبارة عن وصول الهواء المتموج إلى العصب المفروش في مقعر الصماخ؟ وأجيب: بأنه ليس ذلك، بل هو حالة يخلقها اللّه في الحي، نعم جرت سُنَّة اللّه تعالى أنه لا يخلقه عادة إِلَّا عند وصول الهواء إليه، ولا ملازمة عقلًا بينهما، فالله تعالى يسمع المسموع بدون هذه الوسائط العادية، كما أنه يرى بدون المواجهة والمقابلة وخروج الشعاع ونحوه من الأمور التي لا يحصل الإبصار إِلَّا بها عادةً، "ع" (١٦/ ٥٨٩).
[وفي "اللامع" (١٠/ ٣٦٧): الغرض من الباب إثبات صفة السمع].