فَاضْطَجَعَ إِلَى الْجِدَارِ (١) إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَاءَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَّبِعُهُ، فَقَالَ: هُوَ ذَا مُضطَجِعٌ فِي الْجِدَارِ. فَجَاءَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَامْتَلأَ ظَهْرُهُ تُرَابًا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ وَيَقُولُ:"اجْلِسْ يَا أَبَا تُرَاب". [راجع: ٤٤١، تحفة: ٤٦٩٧].
"إِلَى الْجِدَارِ إِلَى الْمَسْجِدِ" كذا في سفـ، وفي سـ، حـ، ذ:"إِلَى الْجِدَارِ فِي الْمَسْجِدِ"، وفي هـ، ذ:"في جدار المسجد". "يَتَّبِعُهُ" في هـ، ذ:"يَبتَغِيهِ". "تبَارَكَ وَتَعَالَى" في نـ: "عَزَّ وَجَلَّ ". "أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ" في نـ: "أَنْبَأَنَا شُعَيبٌ".
===
(١) قوله: (إلى الجدار إلى المسجد) كذا في رواية النسفي كما قال في "الفتح"(١٠/ ٥٨٨)، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"إلى الجدار في المسجد" بلفظ "في" بدل "إلى" في الثاني. وللكشميهني:"في جدار المسجد"، "قس"(١٣/ ٢٣٨). وعنه:"إلى" بدل "في"، "ف". قوله:"يتّبعه" بتشديد التاء المثناة من فوق من الاتباع، ويروى من الثلاثي. وفي رواية الكشميهني:"يبتغيه" من الابتغاء، وهو الطلب، "ع"(١٥/ ٣٢٤).
وفيه: أن أهل الفضل قد يقع بينهم وبين أزواجهم ما جبل اللّه عليه البشر من الغضب وليس ذلك بعيب. وفيه: ما عليه رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - من كرم الأخلاق وحسن المعاشرة وشدة التواضع. وفيه: الرفق بالأصهار وترك معاتبتهم. فإن قلت: ما وجه دلالته على جواز الكنيتين وهو الجزء الأخير من الترجمة؟ قلت: أبو الحسن هو الكنية المشهورة لعلي رضي اللّه عنه فلما كناه بأبي تراب صار ذا كنيتين، "ك"(٢٢/ ٥٣، ٤٥).