(٢) ذكر فيه قصة تزويج عبد الرحمن بن عوف مختصرة، وفيه قال:"بارك اللَّه لك"، قال ابن بطال (٧/ ٢٧٥): إنما أراد بهذا الباب -واللَّه أعلم- رد قول العامة عند العرس بالرفاء والبنين، فكأنه أشار إلى تضعيفه، "ف"(٩/ ٢٢١، ٢٢٢).
(٣) قوله: (قال: بارك اللَّه لك) دل صنيع المؤلف على أن الدعاء للمتزوج بالبركة هو المشروع، ولا شك أنها لفظة جامعة يدخل فيها كل مقصود -من ولد وغيره-. ويؤيد ذلك ما تقدم من حديث جابر أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما قال له:"تزوجت بكرًا أو ثيبًا؟ " قال له: "بارك اللَّه لك"، والأحاديث في ذلك معروفة، وأخرج النسائي عن الحسن عن عقيل بن أبي طالب:"أنه قدم البصرة فتزوج امرأة فقالوا له: بالرفاء والبنين فقال: لا تقولوا هكذا، وقولوا كما قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: اللَّهم بارك لهم وبارك عليهم"، ورجاله ثقات إلا أن الحسن لم يسمع عن عقيل فيما يقال، وأما ما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق عمر بن قيس قال:"شهدت شريحًا وأتاه رجل من أهل الشام فقال: إني تزوجت امرأة، فقال: بالرفاء والبنين. . . " الحديث، فهو محمول على أن شريحا لم يبلغه النهي عن ذلك، ملقتط من "فتح الباري"(٩/ ٢٢٢).