للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَغَدَوْا فَأَصَابَتْهُم جِرَاحَاتٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ". فَكَأنَّ (١) ذَلِكَ أَعْجَبَهُم، فَتَبَسَّمَ (٢) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -.

[راجع: ٤٣٢٥].

٣٢ - بابُ قَوْلهِ: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ (٣) عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ

"بَابُ قَوْلِهِ" في نـ: "بَابُ قَولِ اللَّهِ عَز وَجَلَّ".

===

(١) بتشديد النون، "ع" (١٦/ ٦٦٩).

(٢) مرَّ الحديث (برقم: ٤٣٢٥).

(٣) قوله: (ولا تنفع الشفاعة … ) إلخ، قال ابن بطال (١٠/ ٤٩١): استدل البخاري بهذا على أن قول الله قديم وقائم بذاته، لم يزل موجودًا به، ولا يزال كلامه لا يشبه كلام المخلوقين، خلافًا للمعتزلة التي نفت كلام الله، وللكلابية في قولهم: هو كناية عن الفعل والتكوين، وتمسكوا بقول العرب: قلت بيدي هكذا أي: حركتها، واحتجوا بأن الكلام لا يعقل إلا باللسان، والباري منزه عن ذلك، فرد عليهم البخاري بحديث الباب والآية. وفيه أنهم إذا ذهب عنهم الفزع قالوا لمن فوقهم: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ}، فدل ذلك على أنهم سمعوا قولًا لم يفهموا معناه من أجل فزعهم فقالوا: "ماذا قال؟ " ولم يقولوا: "ماذا خلق؟ " وكذا أجابهم من فوقهم من الملائكة بقولهم: {قَالُوا الْحَقَّ}، والحق أحد صفتي الذات الذي لا يجوز عليها غيره؛ لأنه لا يجوز على كلامه الباطل، فلو كان خلقًا أو فعلًا لقالوا: خلق خلقًا - إنسانًا أو غيره -، فلما وصفوه بما يوصف به الكلام لم يجز أن يكون القول بمعنى التكوين، انتهى.

وهذا الذي نسبه للكلابية بعيد من كلامهم، وإنما هو كلام بعض المعتزلة، وتعقبه أبو عبيد بأنه أغلوطة؛ لأن القائل إذا قال: "قالت السماء" لم يكن كلامًا صحيحًا حتى يقول: "فأمطرت"، بخلاف من يقول: "قال الإنسان" فإنه يفهم منه أنه قال كلامًا، فلولا قوله: "فأمطرت" لكان الكلام باطلًا؛ لأن السماء لا قول لها، فإلى هذا أشار البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>