١٠٢ - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ" (٤)
"خَيْبَةَ" في سفـ: "يَا خَيْبَةَ".
===
(١) بإسكان الراء: شجر العنب، "ك" (٢٢/ ٤٢).
(٢) بالنصب مفعول مطلق أي: لا تقولوا هذه الكلمة، أو لا تقولوا ما يتعلق بخيبة الدهر ونحوها، "ك" (٢٢/ ٤٢).
(٣) قوله: (لا تقولوا: خيبة الدهر) كذا هو لأكثر الرواة، وفي رواية النسفي: "يا خيبة الدهر"، وفي رواية غير البخاري: "واخيبة الدهر". والخيبة - بفتح الخاء المعجمة، وإسكان التحتية وبعدها موحدة -، وهي: الحرمان. وانتصاب الخيبة على الندبة، كانه فقد الدهر لما يصدر عنه مما يكرهه فندبه متفجعًا عليه أو متوجعًا منه، إذ هو دعاء عليه بالخيبة، "ع" (١٥/ ٣٠٨ - ٣٠٩).
(٤) قوله: (إنما الكرم قلب المؤمن) قال العلماء: سبب كراهية ذلك: أن لفظ الكرم كانت العرب تطلقها على شجر العنب، وعلى الخمر المتخذة من العنب، سموها كرمًا لكونها متخذة منها، ولأنها تحمل على الكرم والسخاء، فكره الشارع إطلاق هذه على العنب وشجره؛ لأنهم إذا سمعوا اللفظ فربما تذكروا بها الخمر وهيجت نفوسهم إليها، فوقعوا فيها أو قاربوا، وقال: إنما يستحق هذا الاسم قلب المؤمن لأنه منبع الكرم والتقوى والنور والهدى، "ع" (١٥/ ٣٠٩). قوله: "وقد قال: إنما المفلس … " إلخ، غرض البخاري أن هذه العبارات للحصر، إذ "ما" و"إِلَّا" صريح في النفي والإثبات، وإنما هو بمعناهما، فمقتضاها أن لا يطلق لفظ الكرم إِلَّا على القلب، وكذا لفظ الملك إِلَّا على الله، لكنه قد يطلق على غيره! فتحقيقه أنه