للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣ - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (١): "أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللهِ"

وَأَنَّ الْمَعْرِفَةَ فِعْلُ الْقَلْبِ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى (٢): {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} (٣) [البقرة: ٢٢٥]

"أَعْلَمُكُمْ" في صـ: "أعرفكم".

===

(١) قوله: (باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - … ) إلخ، فيه كلام على وجوه، الأول: أن هذا كتاب الإيمان، فما وجه تعلق هذه الترجمة بالإيمان؟ جوابه: أن المعرفة بالله والعلم به من الإيمان.

والثاني: ما مناسبة قوله: "وأن المعرفة فعل القلب" لقول الله تعالى: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} [البقرة: ٢٢٥]؟ جوابه: أن الصحابة رضي الله عنهم لما أرادوا أن يزيدوا أعمالهم على عمل النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم: لا يتهيأ لكم ذلك لأني أعلمكم، والعلم من جملة الأفعال بل من أشرفها لأنه عمل القلب، فناسب قوله: "وأن المعرفة فعل القلب" بما قبله.

والثالث: أن الآية في الأيمان فلا تعلق له بالإيمان ولا بالباب؟ فالجواب: أنه استدل بالآية أن الإيمان بالقول وحده لا يتم، ولا بد من انضمام العقيدة إليه، وهي فعل القلب فناسب لقوله: "المعرفة فعل القلب" ولا يضر استدلاله كون مورد الآية في الإيمان؛ لأن مدار العلم (١) فيها أيضا على عمل القلب، "عيني" مختصرًا، (١/ ٢٤٩).

(٢) استدلّ بالآية على أن الإيمان بالقول وحده لا يتم، "ع" (١/ ٢٥٠).

(٣) قوله: ({بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}) أي: عزمت عليه، ومفهومه المؤاخذة بما يستقِرُّ من فعل القلب، وهو ما عليه المعظم، فإن قلت: يُعارضه قوله - صلى الله عليه وسلم -:


(١) في الأصل: "العمل" هو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>