٢٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ (١)(٢) قَالَ: أَنَا عَبْدَةُ (٣)، عَنْ هِشَامٍ (٤)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ (٥)، قَالُوا: إِنَّا لَسْنَا
===
"إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل"، أجيب: بأنه محمول على ما إذا لم يستقرَّ لأنه يمكن الانفكاك عنه بخلاف ما يستقر، قاله "القسطلاني"(١/ ١٧٤)، كما يدل عليه:"إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" الحديث، وسيجيء (برقم:٣١).
قال العلامة السيوطي في "التوشيح"(١/ ١٨١): قيل: الآية وإن وردت في الأيمان بالفتح، فالاستدلال بها (١) في الإيمان بالكسر ظاهر للاشتراك في المعنى، إذ مدار الحقيقة فيهما على عمل القلب، وقد قال زيد بن أسلم في تفسير الآية: هو كقول الرجل: إن فعلت كذا فأنا كافر، قال: لا يؤاخذه الله بذلك حتى يعقد به قلبه، فظهرت المناسبة، انتهى.
(١)"محمد بن سلام" ابن الفرج البيكندي.
(٢) قوله: (محمد بن سلام) هو بالتخفيف والتشديد، وإنما الذي عليه أكثر العلماء التخفيف، قال: وقد روي عنه ذلك نفسه، وهو أخبر بأبيه وهو يشير إلى ما رواه سهل بن المتوكل عنه أنه قال: أنا محمد بن سلام بالتخفيف، "قس"(١/ ١٧٥)، وقيل: بتشديد اللام وهو ضعيف، كذا في "الكرماني"(١/ ١١١)، و"العيني"(١/ ٢٥١).
(٣)"عبدة" لقب عبد الرحمن بن سليمان، كنيته أبو محمد.