قال تعالى:{لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}[البقرة: ٢٨٦]؛ إذ ذكر في الشر باب الافتعال الذي لا بد فيه من المعالجة والتكلف فيه، كما فضل عليهم بكتابة الحسنة عشرًا وكتابة السيئة واحدة. فإن قلت: إذا هم بالسيئة ولم يعملها فغايته أن لا تكتب له سيئة، فمن أين تكتب له حسنة؟ قلت: الكف عن الشر حسنة، فإن قلت: اتفقوا على أن الشخص إذا عزم على ترك صلاة بعد عشرين سنة عصى في الحال؟ قلت: العزم وهو توطين النفس على فعله غيرُ الهم الذي هو تحديث النفس من غير استقرار. وفيه: أن الحفظة تكتب ما يهم به العبد ولا يشترط ظهوره منه، ولا يخفى أن الترك الذي يثاب عليه ما يكون لوجه الله لا لأمر آخر، قال الخطابي: هذا إذا تركها مع القدرة عليها إذ لا يسمى الإنسان تاركًا للشيء الذي لا يقدر عليه، "كرماني" (١٣/ ٢٣ - ١٤).
(١) أي: مثل، "ك" (١٣/ ٢٣).
(٢) من غير تضعيف.
(٣) أي: ما يجتنب، "قس" (١٣/ ٥٧٢).
(٤) بفتح القاف المشددة، وهي التي يحتقرها فاعلها، "قس" (١٣/ ٥٧٢).
(٥) جاء هذا اللفظ في حديث أخرجه النسائي وابن ماجه عن عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: "يا عائشة إياك ومحقَّرات الذنوب فإن لها من الله طالبًا"، "ع" (١٥/ ٥٦٤).