الحمد لله الذي مَنَّ علينا بجزيل النِعَم، والصلاة والسلام على نبيّه سيدِ العرب والعجم، المخصوص بكتاب نسخ شرائع من سبق وتقدّم، وبأُمّه هي أفضل الأُمم، وعلى آله وأصحابه مصابيح الظُّلم، أما بعد!
فيقول العبد الراجي رحمةَ ربه القوي الخادم للحديث النبوي أحمَد علي السهارنفوري: أنه قد استتبَّ بعون الملك الباري طبع "الصحيح الجامع" للحافظ الإمام شيخ الإسلام سيّد المحدّثين محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله بعد ما صرفْتُ بُرْهَةً من دهري، وظَمِئتُ نهاري، وسَهِرتُ لَيلِي في تصحيح مبانيه، وتوضيح معانيه، وتنقيح مطالبه، وتصريح مآربه، وتبيين أسماء الرجال بالحركات والأنساب، والكنى والألقاب، على حسب ما يقتضيه المقام، ويستدعيه المرام، ولم آل جُهْدًا في ترصيف ما لخَّصتُه من شروح هذا الكتاب، وتهذيب ما خلّصته مما يتعلق بارتباط السابق باللاحق وتطبيق الحديث على ترجمة الباب، فجاء بحمد الله سبحانه شرحًا وافيًا بحل دقائقه وتفصيل ما أُجمل من حقائقه، حاويًا لضبط ما استشكل من ألفاظه، كافيًا لتسهيل ما استصعب عند حُفّاظه، مُغنيًا عن المراجعة إلى الشروح المبسوطة لمن له أدنى مناسبةٍ بهذا الفن الشريف، وأقل ملائمة بهذا العلم المنيف.