(١) قوله: (أنا بينهما) ظاهر في أنهما كانا حين قص الرؤيا موجودين، وهو كذلك، لكن وقع في رواية ابن عباس رضي الله عنهما: "يخرجان بعدي"، والجمع بينهما: أن المراد بخروجهما بعده - صلى الله عليه وسلم -[ظهور] شوكتهما ومحاربتهما ودعواهما النبوة، نقله النووي عن العلماء، وفيه نظر لأن ذلك كله للأسود بصنعاء في حياته - صلى الله عليه وسلم -، فادعى النبوة وعظمت شوكته وحارب المسلمين وقتل فيهم وغلب على البلد، وآل أمره إلى أن قتل في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأما مسيلمة فكان ادعى النبوة في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن لم تعظم شوكته ولم تقع محاربته إلا في عهد أبي بكر رضي الله عنه، فإما أن يحمل ذلك على التغليب، وإما أن يكون المراد بقوله: بعدي أي: بعد نبوتي، "ف" (١٢/ ٤٢٤)، قال العيني: في نظره نظر لأن كلام ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في حق الأسود من حيث إن أتباعه ومن لاذ به تبعوا مسيلمة وقووا شوكته، فأطلق عليه الخروج من بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الاعتبار، انتهى، "ع" (١٦/ ٣١٢).
(٢) بالتنوين، "قس" (١٤/ ٥٤٨).
(٣) قوله: (من كورة) بضم الكاف وسكون الواو بعدها راء مفتوحة فهاء تأنيث أي: ناحية، ولأبي ذر كما في "الفتح" بحذف الراء وتشديد الواو، وقال الجوهري: الكوة بالفتح: نقب البيت، وقد تضم، قال في "الفتح": وبالراء هو المعتمد، "قس" (١٤/ ٥٤٨).