للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١ - بَابٌ (١) (٢)

" بَابٌ كَيْفَ كَانَ" في نـ: "كَيْفَ كَانَ" بغير باب.

===

الترجمة ليس غرضه إلا بيان عظمة الوحي على طريق الالتزام، استنبط ذلك أيضًا بقوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} إذ ذكره بلفظ الجمع الدال على التعظيم، انظر: "الكنز المتواري" (٢/ ١٥)].

قال الزركشي (١/ ٣): ومن محاسن ما قيل في تصدير الباب بحديث النية تعلقه بالآية المذكورة في الترجمة؛ لأن الله تعالى أوحى إليه وإلى الأنبياء من قبله: "إنما الأعمال بالنيات" بدليل قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: ٥]، وقصده بذلك أن كل معلم أراد بعلمه وجه الله ونفع عباده فإنه يُجازى على نيته.

قال السيوطي - رحمه الله تعالى - في "التوشيح" (١/ ١٢٧): قوله: "إنما الأعمال بالنيات" هو من مقابلة الجمع بالجمع، أي كل عمل بنيته، كأنه أشار بذلك إلى أن النية تتنوّع كما تتنوّع الأعمال، كمن قصد بعمله وجه الله أو تحصيل موعوده أو الاتقاء لوعيده، وفي معظم الروايات "بالنية" مفردًا، قيل: ووجهه أن محلها القلب وهو متحد، فناسب إفرادها بخلاف الأعمال فإنها متعلقة بالجوارح فناسب جمعها.

(١) إنما قال "باب" ولم يقل كتاب لأنه يتضمن فصلًا واحدًا لا غير، والكتاب يعقد لما فيه أبواب، "عيني" (١/ ٣٦).

(٢) قوله: (باب) يجوز فيه وفي نظائره ثلاثة أوجه: الرفع مع التنوين، وبدونه على الإضافة (١)، وعلى التقديرين هو خبر مبتدأ محذوف، أي هذا باب، والثالث باب (٢) على سبيل التعداد فلا إعراب له حينئذٍ، "ك" (١/ ١٣)،


(١) يقرأ بغير تنوين مع الإضافة، أو تقدير العبارة: هذا باب جواب قول القائل: كيف كان إلخ.
(٢) إما أن يكون "هذا" مبتدأ و"بابٌ" خبر، و"كيف كان" بدل من "باب"، أو تقدير العبارة: هذا باب مضمونه كيف كان إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>