للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[٣ - بَابٌ]

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [هود: ٨٤]: إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ؛ لأَنَّ مَدْيَنَ بَلَدٌ (١)، وَمِثْلُهُ: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}، سَلِ العِيرَ، يَعْنِي أَهْلَ الْقَرْيَةِ وَالْعِيرِ. {وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا (٢)} [هود: ٩٢]: يَقُولُ: لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ،

"{وَإِلَى مَدْيَنَ} - إلَى - سُقَّاطُنَا" ثابت في هـ فقط، وسقط في ذ: " {أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} ". "وَالْعِيرِ" في ذ: "وَأَصْحَاب العِيرِ".

===

(١) وهو بلد بناه مدين بن إبراهيم فسمي باسمه، "بيض" (١/ ٤٦٥).

(٢) قوله: ({وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا}) يريد قوله تعالى: {يَاقَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} "يقول: لم تلتفتوا إليه" أي: جعلتم أمر الله خلف ظهوركم تعظِّمون أمرَ رهطي وتتركون تعظيم الله ولا تخافونه. قال: {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا} " أي: "سُقّاطنا" بضم السين وشدة القاف، وفي بعض النسخ بتخفيفها، أي: أخساؤنا. قوله: {إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي} " "هو مصدر من أجرمت" بالهمزة، "وبعضهم يقول: من جرمتُ" ثلاثي مجرد، والمعنى: إن صح أني افتريته فعلي وبال إجرامي، وحيث لم يصح فأنا بريء من نسبة الافتراء إليّ. قوله: " {الْفُلْكَ} والفَلَك واحد" بضم الفاء وسكون اللام في الأولى وبفتحتين في الثانية، وفي نسخة عكس هذا، ورجحه السفاقسي وقال: الأول واحد، والثاني جمع، مثل أَسَد وأُسْد. وفي أخرى بضم فسكون فيهما، وصوّبه القاضي عياض - وعليه شرح الكرماني (١٧/ ١٥٥) - والمراد أن الجمع والواحد بلفظ واحد له، "قس" (١٠/ ٣٣٨). قوله: " {مُجْرَاهَا} " بضم الجيم، يريد قوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا} [هود: ٤١] أي: "مدفعها" بفتح الميم، وفي بعض النسخ: "موقفها" بالواو والقاف والفاء، وعزي لرواية القابسي، قال ابنُ حجر: وهو تصحيف لم أر في شيء من النسخ وهو فاسد المعنى،

<<  <  ج: ص:  >  >>