للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَلَقَكَ". قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ (١) أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ" (٢). قُلْتُ: ثُمَّ أَيّ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ (٣) جَارِكَ". [راجع: ٤٤٧٧].

٤١ - بَابُ قَوْلِه: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ (٤) أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: ٢٢]

"تَخَافُ" في نـ: "مَخَافَةَ". {وَلَا أَبْصَارُكُمْ … } " إلخ، في نـ بدله: "الآية".

===

(١) قوله: (تخاف أن يطعم) فإن قلت: هو بدون مخافة الطعم أيضًا؟ قلت: مفهومه لا اعتبار له؛ إذ شرط اعتباره أن لا يكون خارجًا مخرج الأغلب ولا بيانًا للواقع نحو: {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً}، ثم لا شك أنه إذا انضم إليه قلة الوثوق بأن الله هو الرزاق كان أعظم، وكذا الزنا بزوجة الجار فإنه زنا وإبطال لما أوصى الله به من حفظ حقوق الجيران، "ك" (٢٥/ ٢١٤).

(٢) مرَّ الحديث (برقم: ٦٨١١).

(٣) بفتح المهملة: الزوجة، "ك" (٢٥/ ٢١٤).

(٤) قوله: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ … } إلخ)، قال صاحب "التوضيح": غرض البخاري في الباب إثبات السمع لله تعالى، كأنه لما ثبت كونه عالِمًا وجب كونه عالمًا لما يعلم؛ خلافًا لمن أنكر صفات الله تعالى من المعتزلة وقال: معنى وصفه بأنه سامع للمسموعات يعني وصفه بأنه عالم بالمعلومات، "ع" (١٦/ ٧٠٥).

قال الحافظ ابن حجر: والذي أقول: إن غرضه في هذا الباب إثبات ما ذهب إليه أن الله يتكلم متى شاء، وهذا الحديث من أمثلة إنزال الآية بعد الآية على السبب الذي يقع في الأرض، وهذا ينفصل عنه من ذهب إلى أن

<<  <  ج: ص:  >  >>