للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧ - بَابٌ لَا يَدْخُلُ الدَّجَّالُ الْمَدِينَةَ (١)

٧١٣٢ - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْريِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيدُ اللَّهِ بْنُ عَبدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ (٢) قَالَ: حَدَّثَنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا حَدِيثًا طَوِيلًا عَنِ الدَّجَّالِ، فَكَانَ فِيمَا يُحَدِّثُنَا بِهِ أَنَّهُ قَالَ: "يَأْتِي الدَّجَّالُ (٣) - وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ

"لَا يَدْخُلُ الدَّجَّالُ الْمَدِينَةَ" في نـ: "لَا يَدْخُلُ المدينة الدَّجَّالُ". "حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ" في نـ: "أخبرني عُبَيْدُ اللَّهِ". "حَدَّثَنَا النَّبِيُّ" كذا في ذ، وفي ذ: "حَدَّثَنَا رَسول الله".

===

عليه السلام، وقد وصف الدجال وصفًا لم يبق معه لذي لُبٍّ إشكالٌ، وتلك الأوصاف كلها ذميمة تبين لكل ذي حاسة سليمة كذبه فيما يدعيه، وإن الإيمان به حق، وهو مذهب أهل السُّنَّة خلافًا لمن أنكر ذلك من الخوارج وبعض المعتزلة، ووافقنا على إثباته بعض الجهمية وغيرهم، لكن زعموا أن ما عنده مخاريق وحِيل؛ لأنها لو كانت أمورًا صحيحة لكان ذلك إلباسًا للكاذب بالصادق، وحينئذ لا يكون فرق بين النبي والمتنبي، وهذا هذيان لا يلتفت إليه ولا يعرج عليه؛ فإن هذا إنما يلزم لو أن الدجال يدعي النبوة وليس كذلك فإنه إنما يدعي الإلهية، ولذا قال عليه السلام: "إن الله ليس بأعور" تنبيهًا للعقول على حدوثه ونقصانه، وأما الفرق بين النبي والمتنبي فلأنه يلزم منه انقلاب دليل الصدق دليل الكذب [وهو محال]. وقوله: إن الذي يأتي به الدجال حيل ومخاريق، فقول معزول عن الحقائق؛ لأن ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - من تلك الأمور حقائق، والعقل لا يحيل شيئًا منها فوجب إبقاؤه على حقائقها، "قس" (١٥/ ٩١).

(١) أي: النبوية.

(٢) الخدري.

(٣) أي: إلى ظاهر المدينة، "ف" (١٣/ ١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>