للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧ - {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ (١) أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: ١٠٦]

"{مَا نَنْسَخْ} " في نـ: "بَابُ قَولِهِ: {مَا نَنْسَخْ} ". " {أَوْ نُنْسِهَا} " كذا في ذ، وفي نـ: " (نَنْسَاهَا) "، وزاد بعده في ذ: " {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} ".

===

(١) قوله: ({مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ}) "من" بيانية، والنسخ: عبارة عن شيئين: أحدهما: النقل والتحويل، ومنه: نسخ الكتاب، وثانيهما: الرفع والإزالة، يقال: نسخت الشمسُ الظلَ، والمراد هنا الثاني، وهو في الحقيقة بيان لانتهاء التعبد بقراءتها فقط دون حكمها مثل آية الرجم، أو بحكمها المستفاد منها فقط دون قراءتها مثل آية الوصية للأقارب وآية عدة الوفاة بالحول، أو بهما جميعًا، كما قيل: إن سورة الأحزاب كانت مثلَ سورة البقرة فَرُفِعَ أكثرها تلاوتًا وحكمًا. ثم المنسوخ حكمًا منها ما أقيم غيرُ ذلك الحكم مقامه، كما في وصية الأقارب نُسِخَتْ بالميراث، ومنها ما لم يقم غيره مقامه كامتحان النساء. والنسخ إنما يعترض الأوامر والنواهي دون الأخبار. وقرأ الجمهور بفتح النون والسين، أي: نرفعها، وقرأ ابن عامر بضم النون وكسر السين من الإنساخ، أي: نأمرك أو جبريل بنسخها. و {مَا} شرطية جازمة لـ {نَنْسَخْ} منتصبة على المفعولية.

قوله: " {أَوْ نُنْسِهَا} " قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح النون الأول والسين مهموزًا، أي: نؤخرها، من النسء، أي: نؤخر حكمها ونرفع تلاوتها، كما في آية الرجم، فعلى هذا يكون النسخ الأول بمعنى رفع التلاوة والحكم، أو المعنى نؤخرها في اللوح المحفوظ يعني لم ننزلها عليك، فمعنى النسخ الرفعُ بعد الإنزال، ومعنى النَسْءِ عدم الإنزال. وقرأ الباقون {نُنْسِهَا} بضم النون وكسر السين من الإنساء، والنسيان ضد الحفظ، أي: نمحها عن قلبك. قوله: " {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} " في النفع للعباد بالسهولة، أو كثرة الثواب، لا أن آية خير من آية؛ فإن كلام الله واحد، وكلُّه خير، كذا في "المظهري" (١/ ١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>