سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ (١) خَطِيبًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:"مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ (٢) وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ (٣) قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ (٤) لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله (٥) ". [أخرجه: م ١٠٣٧، أطرافه: ٣١١٦، ٣٦٤١، ٧٣١٢، ٧٤٦٠، تحفة: ١١٤٠٩].
١٤ - بَابُ الْفَهمِ فِي الْعِلْمِ (٦)
===
(١)" معاوية" ابن أبي سفيان صخر بن حرب.
(٢) قوله: (وإنما أنا قاسم) أي أنا ألقي إلى كل واحد ما يليق به، والله يوفق من يشاء منكم لفهمه والتفكر في معناه، كذا في "الكرماني"(٢/ ٣٧).
(٣) قوله: (ولن تزال هذه الأمة)، قال النووي: يحتمل أن تكون هذه الطائفة من أنواع المؤمنين، فمنهم مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زُهَّاد، وقال الإمام أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم، "كرماني"(٢/ ٣٩)، قال القسطلاني (١/ ٢٩٧): و"حتى" غاية لقوله: "لن تزال"، واستشكل بأن ما بعد الغاية مخالف لما قبلها إذ يلزم منه أن لا تكون هذه الأمة يوم القيامة على الحق، وأجيب بأن المراد من قوله:"أمر الله" التكاليف وهي معدومة فيها، أو المراد بالغاية ههنا تأكيد التأبيد على حد قوله تعالى:{مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}[هود: ١٠٧]، أو هي غاية لقوله:"لا يَضُرُّهم"، لأنه أقرب، ويكون المعنى حتى يأتي بلاء الله فيَضُرُّهم حينئذٍ، فيكونُ ما بعدها مخالفًا لما قبلها.