للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتَنْهَانَا عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ". وَرَوَاهُ غُنْدُرٌ (١)، عَنْ شُعْبَةَ (٢)، عَنِ الأَعْمَشِ (٣). [طرفه: ٧٠٩٨، أخرجه: م ٢٩٨٩، تحفة: ٩١].

١١ - بَابُ صِفَةِ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ (٤)

"تَنْهَانَا عَنِ الْمُنْكَرِ" كذا في ذ، وفي نـ: "تَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ".

===

حاله في الحديث، وليس المراد بالرجل في المرفوع عثمان- رضي الله عنه- كما ظنّه المخالفون، ويحتمل أن يكون معناه: أي: كيف لا آمر به معروفًا وقد أمرت الناس بالأمر بالمعروف؟ فلو أترك الأمر بالمعروف كان مثلي مثل الرجل الممثّل به المذكور في الحديث، ولا ينافيه قوله: "لرجلٍ أن كان عليّ أميرًا (١) أنه خير الناس" لأن المراد أني لا أتركه وإن كان أميرًا مخافةَ لُحوقِ العقاب، ولا أقول له: إنه خير الناس؛ خوفًا منه، انتهى.

(١) "رواه غندر" هو محمد بن جعفر، وصله البخاري في "كتاب الفتن" (ح: ٧٠٩٨).

(٢) ابن الحجاج، "قس" (٧/ ٢٠٦).

(٣) سليمان بن مهران، "قس" (٧/ ٢٠٦).

(٤) قوله: (باب صفة إبليس وجنوده) ذكره بعد ذكر الملائكة لأنه كان معهم حقيقةً، أو على التغليب؛ ولأنه لما ذُكر أهلُ الخير المحْض ناسبَ أن يُذكر أهلُ الشر المحْض ليُعلم أن الخير والشر من الله سبحانه، كذا في "الخير الجاري ". وفي "الفتح " (٦/ ٣٣٩ - ٣٤٠): إبليس اسم أعجمي عند الأكثر، وقيل: مشتق من أبلَسَ إذا أَيِسَ. واختلف هل كان من الملائكة ثم مُسِخ لما طُرد، أو لم يكن منهم أصلًا؟ على قولين مشهورين سيأتي بيانهما في "التفسير" [٣٧ - الصافات] إن شاء الله تعالى، انتهى. وفي "القسطلاني" (٧/ ٢٠٧):


(١) في الأصل: "كان أميرًا عليّ".

<<  <  ج: ص:  >  >>